شرعت قوات الجيش الوطني الشعبي خلال ال24 ساعة الأخيرة، في عمليات بحث واسعة بالصحراء المتاخمة للحدود النيجرية باستعمال مروحيات عسكرية ومركبات رباعية الدفع مجهزة، في محاولة لإنقاذ مهاجرين من جنسيات إفريقية تائهين بعد هلاك ثلاثة أفارقة عطشا. عثر سائق شاحنة بجنوب مدينة عين ڤزام، المتاخمة للحدود النيجرية، على جثث 3 مهاجرين غير شرعيين قضوا في الصحراء على الحدود بين الجزائروالنيجر. وأوضح مصدر أمني أن الجثث تعود لمهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ماتوا بسبب العطش والحرارة الشديدة، حيث بلغت درجة الحرارة في المنطقة 52 درجة، ورجّح أن الثلاثة كانوا ضمن مجموعة أكبر. وقد باشرت قوات الجيش الوطني الشعبي بعدها عملية واسعة بحثا عن مهاجرين سريين من جنسيات إفريقية، ظلوا طريقهم في الصحراء الفاصلة بين النيجروالجزائر. وكشف هواري قدور، الأمين الوطني المكلف بالملفات المتخصصة على مستوى الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، في تصريح ل”الفجر”، أن مسألة هلاك المهاجرين الأفارقة في الصحراء الكبرى أكثر مأساة من الغرقى في البحر الأبيض المتوسط الذي يفضل الاتحاد الأوروبي التركيز عليها وتسليط الأضواء على الهجرة عبر قوارب الموت، وقال إن ”الأفارقة يكونون عرضة لمافيا تجار الهجرة في عمق الصحراء، وأكثرهم في فصل الصيف يهلكون”. وانتقد الحقوقي الإعلام الأوروبي الذي لا يتحدث بتاتا عن الموتى بالصحراء، وإنما عن الغرقى بسواحلهم، وقد طالب الاتحاد الأوروبي باستخدام أدوات الضغط، كل من ليبيا والمغرب وتونس والجزائر، بمنع المهاجرين من المغامرة بركوب أمواج الرمال المتحركة في جوف الصحراء للحد من تفاقم الهجرة. وفي سياق متصل، أوضح قدور هواري، أن دول شمال إفريقيا مثل الجزائر وليبيا، نقطة ثانية للمهاجرين الأفارقة نحو أوروبا، فهم يدفعون 2600 أورو من أجل الوصول إلى الجزائر، ثم يدفعون 1500 أورو إلى شبكات الهجرة السرية لدخول الأراضي الليبية، ومافيا شبكات الهجرة موجودة عبر الحدود مع النيجر، ليبيا ومالي. وتساءل: كيف لم يكن الاتحاد الأوروبي يطرح مسألة الهجرة بالصحراء الكبرى قبل ثلاثة عقود، ويتجاهلها، ولكن عاد الاهتمام مع الاضطرابات الأمنية في ليبيا ومالي، وبالصحراء. وتعد المنطقة الفاصلة بين ولاية تمنراست والنيجر، مسلكا مهما للمهاجرين غير الشرعيين الأفارقة ومهربي البشر، وهي من أصعب المناطق خاصة خلال فترة الصيف، حيث سجلت عدة حالات وفاة بسبب العطش إثر ضل الطريق في الصحراء الوعرة، لافتقارها للمعالم التي تجعل تمييز المسارات ممكنا، كما أن الاهتداء إلى الطريق لا يجيده إلا خبراء متمرسون وكثيرا ما يتخلون عن المهاجرين غير الشرعيين نتيجة المراقبة الأمنية أو لأسباب أخرى. ويعمد سائقو السيارات الذين يهربون المهاجرين غير الشرعيين نقلهم إلى منطقة تبعد عن مدينة عين ڤزام بحوالي 50 كيلومترا، ويجبرون بعدها على إكمال التسلل سيرا على الأقدام، مستعينين بأضواء المدينة. وكان حوالي 90 إفريقيا من النساء والأطفال قد هلكوا قبل أشهر بصحراء النيجر، قبل دخولهم إلى التراب الجزائري بعد أن تخلى عنهم المهربون، وقد نزح عشرات آلاف اللاجئين من نيجيريا ومالي نحو النيجر، خلال الأشهر الماضية، ما زاد في تعقيد الأزمة الغذائية التي يعاني منها ملايين النيجريين.