فككت مصالح الأمن أكبر شبكة لتهريب الجزائريين نحو مختلف الدول الأوروبية، انطلاقا من مطار هواري بومدين الدولي، نحو تركيا ومن ثم إلى اليونان، إيطاليا، فرنسا وحتى ألمانيا. وألقت ذات المصالح القبض على الرأس المدبر للشبكة، وهو شخص في منتصف الأربعينيات، ينحدر من مدينة بوفاريك بالبليدة. تولت فرقة متخصصة تابعة لمصالح الأمن العسكري، ملف الحراڤة الجزائريين نحو أوروبا عبر مطار هواري بومدين، وتلقت تعليمات لتكثيف جهودها بتاريخ 14 ماي الماضي، بعد أن فر ثلاثة جزائريين من طائرة كانت تهم بالإقلاع من مطار روما، عبر أبواب الطوارئ والمزلاقات المطاطية، ليختفوا عن الأنظار، بحسب ما أعلنت عنه الشرطة الإيطالية وتناقلته وسائل إعلام أوروبية. واعتبرت السلطات الجزائرية أن الحادثة أساءت بشكل كبير لسمعة البلاد وجهودها في محاربة الحرڤة. ونقل مصدر أمني موثوق ل”الفجر” تفاصيل عملية الإطاحة بالرأس المدبر للشبكة، ويتعلق الأمر ب”ك. ل”، 44 سنة، ينحدر من مدينة بوفاريك، ويتردد كثيرا على اليونان، باعتباره متزوجا من يونانية ويقيم بأثينا، كما أنه يملك علاقات واسعة بتركيا، التي كان ينتظر فيها الحراڤة. وحسب ذات المرجع، فإن عملية إلقاء القبض نفذت ليلة أول أمس، عندما نصبت مصالح الأمن كمينا للمعني وسط مدينة الدويرة، بالعاصمة، حيث كان في انتظار مبلغ مالي قدره 500 أورو، من والد أحد الشباب الحراڤة، وهذا حسب اتفاق أبرمه الرأس المدبر للشبكة، والذي تلقى قبلها 500 أورو، عن كل حراڤ في تركيا. وتابع المصدر بأنه في اتصال هاتفي مع عائلات 5 حراڤة ينحدرون من الدويرة وزرالدة بالعاصمة، وفوكة بتيبازة، إلى جانب 3 شبان ينحدرون من مدينة بودواو ببومرداس، طالب المعني ب500 أورو، لدى وصوله إلى الجزائر، نظير مساعدة أبنائهم. وقبل تنفيذ العملية تلقت مصالح الأمن بلاغا في 18 ماي الماضي، من طرف أحد المواطنين بمدينة الدويرة، يؤكد أن ابنه المدعو ”أسامة. ر” هاجر رفقة صديقين، وأن آخر المعلومات التي يملكها، تفيد بأن ابنه متواجد بتركيا، وينوي دخول اليونان، ومن ثم فرنسا، تلاه بلاغ ثاني من نفس الشخص يقول إن ابنه أسامة، سيصل إلى إحدى الجزر اليونانية صباح يوم 21 ماي، وأنه تلقى المعلومات من شخص ساعده في الوصول إلى اليونان، وأنه يجب أن يعطيه 500 أورو نظير ما قدمه لابنه من مساعدات، وذلك عند عودته إلى الجزائر، بعد أن تبادلا الأرقام الهاتفية في الوقت الذي كان المحققون ينتظرون اتصالا هاتفيا آخر بفارغ الصبر. واستغلالا لتلك المعلومات، نصب المحققون كمينا للمعني الذي اتصل بوالد ”الحراڤ” الذي ينحدر من الدويرة بالعاصمة، وهو يهم بتلقي مبلغ مالي قدره 500 أورو. وتكون مصالح الأمن من خلال هذه العملية، قد فككت أخطر شبكة مختصة في تهريب الحراڤة عبر مطار هواري بومدين، خاصة وأن التحقيقات الأولية أفادت بأن المتهم الرئيسي وراء فضيحة فرار جزائريين من مطار روما، في الوقت الذي مكنت عملية القبض على المتهم من الحصول على معلومات مهمة حول عدد الجزائريين الذين هاجروا إلى تركيا، بجوزات سفر مزورة، خاصة وأن شبهات تحوم حول انتماء عدد كبير منهم إلى داعش، في سوريا والعراق، علما أن الرأس المدبر للشبكة يلقب بدليل الحراڤة الجزائريين.