يحتفل الجزائريون اليوم على غرار باقي الدول الإسلامية بعيد عاشوراء، غير أن لعائلاتنا عادات وتقاليد خاصة في إحياء هذه المناسبة، فعلى غرار الصوم والصدقة، تصر العائلات الجزائرية على إحياء بعض العادات والتقاليد التي تحتفظ بها رغم النهي الشرعي عن الابتداع في مثل هذه المناسبات. إضافة لبعض المأكولات والأطباق التي تحرص العائلات الجزائرية على تحضيرها في هذه المناسبة، مثل طبقي الرشتة والكسكسي، تتمسك بعض ربات البيوت ببعض العادات والتقاليد المرتبطة بعاشوراء على غرار قص الشعر، تخضيب الأيادي بالحناء، الكحل والتزين. كما يصر البعض على الاحتفاظ بعبادة الصوم والصدقة في هذه المناسبة. الجزائريون يحتفلون بالصوم والصدقة صوم هذا اليوم وإخراج زكاة المال، عادات تمسك بها الجزائريون على غرار باقي الشعوب الإسلامية لكسب أجر هذا اليوم، حيث يربطون هذه المناسبة بانتصار الخير على الشر بنجاة سيدنا موسى عليه السلام من فرعون وقومه. ولمعرفة أحوال العائلات الجزائرية خلال هذه المناسبة، كانت لنا جولة في بعض الأسواق التي لمسنا خلالها إقبال الجزائريين الكبير على اقتناء أنواع الأطعمة على غرار الرشتة والخضر المصاحبة لها، وبعض الحلويات التي تعلقت بشهر رمضان كقلب اللوز وغيرها. وخلال جولتنا التقينا مع نوال، 35 سنة، ربة بيت، أكدت أنها تحرص رفقة عائلتها على صوم هذه المناسبة، وطهي الأطعمة الرمضانية لتحضير مائدة إفطار للصائمين. ومن جهته يقول محمد، أب لطفلين، أنه علم أبناءه فضل صيام هذه المناسبة وجعلهم يتمسكون بدورهم بذلك. وفي سياق متصل، كشف الأستاذ المختص في العلوم الشرعية، عيسى ميغري، أن كل العادات والتقاليد والخزعبلات البالية لا تندرج في السنة النبوية في إحياء هذا اليوم، حيث أكد أن الصوم هو العمل الوحيد الذي ثبت عن الرسول، الذي أراد بذلك نصرة سيدنا موسى، حيث قال أن المسلمين أحق بموسى من اليهود، فقام بصوم هذا اليوم وأمر أصحابه بذلك. عادات وخرافات تشوب هذا اليوم.. من الخزعبلات السائدة في هذه المناسبة هي حرمة مزاولة الأعمال المنزلية بالنسبة للنساء، فتجد أغلبهن تقمن بكل ما هو ضروري من هذه الأشغال قبل ذلك بيوم، حتى لا تقعن في ”المشبوه” كما تسميه أغلبهن. ومن أبرز هذه الأعمال التي تتجنبها النساء، الخياطة، وغسل الملابس، وكنس البيت، حتى لا تصبن بالرعاش الذي تقول الأسطورة أنه يصيب أي سيدة لا تلتزم بترك هذه الأعمال. ومن العادات التي تحرص جزائريات على الحفاظ عليها، قص الشعر والتزين بالكُحل تيمنا بهذه المناسبة الدينية. كما تصر العائلات الجزائرية على بعض العادات الخاصة بها، على غرار طهي أطباق تقليدية كالرشتة والشخشوخة، ومائدة الإفطار المتنوعة، والشبيهة بالمائة الرمضانية بالنسبة للصائمين. كما تحافظ بعض العائلات على عادة توزيع المال على أهل البيت، فمن العادات الرائجة يوم عاشوراء تخصيص هذه المناسبة لإخراج الصدقة وزيارة القبور. كما تحرص نساء على تأخير غسل جلد الأضحية إلى هذه المناسبة، إضافة إلى الاحتفاظ بجزء من أضحية عيد الأضحى كالرقبة والذيل لطهي أطباق خاصة بهذا اليوم. وفي سياق متصل تقول لامية، ربة بيت وأم ل3 أطفال، أنها توارثت هذه العادات عن أمها وجدتها، حيث لاتزال تصر على قص شعر بناتها في هذا اليوم وتخضيب أياديهن بالحناء، كما تصر على طهي أكلات تقليدية خاصة على غرار الرشتة التي تعتبر طبقا أساسيا في هذه المناسبة، وتحرص على تعليم أبنائها وجوب صيامها وغيرها من الأمور الخاصة بعاشوراء.