شكك، عبد رحمان بلعياط، المتحدث باسم المجموعة المعارضة للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، في نزاهة المبادرة التي أطلقها عمار سعداني لدعم الرئيس بوتفليقة، وقال أنها تخفي وراءها أمر مريب وسري، و”لهذا عارضتها المجموعة مع أنها دعمت الرئيس بوتفليقة في وقت سابق”، وأضاف أنهم لن يرضخوا للأمر الواقع، وسيواصلون النضال بالقاعدة للتموقع في عمليات تجديد الهياكل وانتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، وتشريعات 2017. بلعياط، كان مرفوقا في الندوة التي نشطها أمس، بمقر المداومة الخاصة بالمعارضة، بالأبيار، بعدد من أعضاء اللجنة المركزية، منهم نواب ومناضلين قدامى ومجاهدين، خصصها لإعطاء تقييم لحركة المعارضة، وإبداء الرأي حول عدد من القضايا السياسية التي تشهدها الساحة الوطنية، وأكد أن معارضي المؤتمر العاشر للحزب يواصلون نضالهم السياسي لاسترجاع الحزب، مبرزا أن انعقاد الاجتماع جاء لتقييم الأوضاع والمسار الذي حققته الحركة منذ تأسسها على مستوى القاعدة والهياكل، فضلا عن المستجدات القضائية في ملف الشكوى المرفوعة على مستوى مجلس الدولة. وقال المتحدث أن المناضلين سيعملون على التواجد في الهياكل التي ستخضع للتجديد، ولن ينسحبوا من القسمات والمحافظات، بل سيشاركون في العملية لاسترجاع الحزب، وقال أنهم سيشاركون في انتخابات مجلس الأمة، ولن يقاطعوها مثلما يريد الأمين العام للحزب، وتابع أن قيادة المعارضة أعطت تعليمات لأنصارها بالتموقع والتواجد بقوة حتى يكونون في الموعد خلال الانتخابات الخاصة بالتشريعات والانتخابات المحلية المقررة في شهري جوان وأكتوبر 2017، وواصل أن هناك سعي من أجل تواجد الحزب في مجلس الأمة لاعتبارات عديدة أهمها الوزن الذي تمثله هذه الغرفة بالذات في مؤسسات الدولة، مشيرا إلى أن المناضلين سيكونون مدعومين من قبل القاعدة. وفيما يتصل بالمبادرة السياسية التي أطلقها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الخاصة بدعم الرئيس، قال عبد الرحمن بلعياط، أن رئيس الجمهورية لا يحتاج إلى دعم الأحزاب، لأن الأحزاب التي يريد سعداني إدخالها في الصف هي التي وقفت إلى جانب الرئيس بما فيها المجموعة المعارضة لعمار سعداني، وقال أن ”الأمر ينطوي على سر خفي.. لا نعلم لماذا يريد سعداني تكوين جبهة وما الهدف المستقبلي منها؟”، واعتبر أن هذا هو الأساس الذي جعل مجموعته ترفض الانخراط فيها وتشكك في مصداقيتها أساسا. وصنف بلعياط، ما يحدث حاليا في حزب جبهة التحرير الوطني من تجاوزات وخروقات، في خانة الاستثناءات التي لم يسبق للحزب أن شهدها من قبل، ”لم يحدث هذا في عهد بن بلة، ولا في عهد الشاذلي بن جديد، ولا في عهد اليمين زروال، ولا في عهد الأمين الأسبق للأفالان عبد الحق بن حمودة”، وقال أن الخلاف الذي شهده الحزب في 2004، تم تجاوزه في 2005، أي المؤتمر الجامع، حتى تبقى الجبهة واقفة، أما ما يقع حاليا، يضيف المتحدث، سابقة خطيرة لم تشهدها الساحة السياسية أبدا، مجددا التشكيك في نوعية ومصداقية أعضاء اللجنة المركزية للحزب، وأبرز أن أغلبيتهم غرباء ومتجولين، مشيرا إلى أن هذا هو السبب الحقيقي لإخفاء القائمة، كما أن النصوص الخاصة بالمؤتمر العاشر هي الأخرى لا تزال مخفية.