تحرص قيادة الدرك الوطني وبشكل دوري على تحيين مخططاتها في مجال مكافحة الإجرام العابر للحدود، حسبما استفيد بتلمسان، على هامش الزيارة التفقدية التي يقوم بها قائد هذا الجهاز الأمني، اللواء نوبة مناد، لعدد من الهياكل بغرب البلاد. وتعمل مصالح الدرك الوطني من خلال وحداتها المكلفة بمراقبة الإقليم وحراسة الحدود، إلى جانب مجموعاتها وفرقها وفصائلها الإقليمية، على مواكبة جاهزيتها وتطوير أداءها العملياتي في مواجهة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، التي تشهد بدورها تحولات على ضوء العديد من الظروف، لا سيما الأمنية التي تشهدها منطقة الساحل. ويأتي تكثيف المورد البشري ”بالشكل المدروس” في إطار مهام حراسة الحدود وعصرنة وسائل العمل، إلى جانب الإجراءات العملياتية التكتيكية في الميدان، في صميم هذا التحيين الذي يشمل أيضا وضع هياكل مراقبة الإقليم وفق نسق استراتيجي يأخذ بعين الاعتبار العديد من العوامل منها الجغرافية والعمرانية، وكذا المحاور التي تشهد نشاط مكثف لظاهرة الإجرام العابر للحدود. وبمدينة مغنية الحدودية، دشن اللواء مناد نوبة، فرقة للأبحاث متخصصة في التحقيقات الجنائية والضبطية القضائية، والتي تعد أحد الوسائل الاستراتيجية الموجهة لتحيين مخططات مكافحة الجريمة العابرة للحدود على غرار التهريب والاتجار الدولي للمخدرات القادم من المغرب، حيث يعول على هذه الفرقة تكثيف التحريات الوقائية من الإجرام المنظم العابر للحدود، لا سيما ظاهرة تهريب الكيف المعالج الذي تسجل الحدود الوطنية الغربية في إقليم اختصاص تلمسان ”أرقام ضخمة” من حيث المحجوزات التي بلغت حوالي 31 طن في هذا المحور فقط من الحدود الغربية للبلاد. كما ينتظر أن يكون لها دور كبير في تفكيك الشبكات الإجرامية بالنظر إلى قربها جغرافيا من الحدود سواء من خلال التحقيقات الوقائية ضد الجريمة المنظمة العابرة للحدود أو التحريات التي تلي عمليات إحباط محاولات تهريب البضائع المحظورة كالكيف المعالج والأقراص المهلوسة خاصة النوع الذي يمثل خطورة قصوى والمعروف باسم ”الاكستازي”. وكان قائد الدرك الوطني قد عاين مقر الدائرة الجهوية الثانية لحرس الحدود بمنطقة العريشة، ومقر المجموعة ال25 لحرس الحدود بذات المنطقة.