أكد الخبير العسكري في الشؤون الأمنية، معمر بن جانة، أن الهجمات الإرهابية في قلب باريس ما هي سوى عمليات ارتدادية لما يحدث في الشرق الأوسط، وإن كان لا يستبعد وقوف مقاتلين فرنسيين بعد عودتهم من مناطق النزاع في سورياوالعراق وراء المخطط الدموي. وقال الخبير بن جانة، في تصريح ل”الفجر”، إن فرنسا كانت من ضمن الدول التي نظمت وساعدت تنظيمات إرهابية سواء بالدعم اللوجستي أو احتضانهم وتدريبهم قبل عقدين في وقت مضى، وهي الآن تحصد ما جنت يداها، على حد تعبيره، مع تشديده على أن الإرهاب يبقى ظاهرة لا دين ولا حدود لها، لما يسببه من سقوط ضحايا أبرياء لا دخل لهم في السياسة وبما يحاك في دوائر صناع القرار. وبرأي بن جانة، فإن بصمة الهجمات الإرهابية في باريس تبين أن لها طابع المجموعات الإجرامية لتنظيم ”داعش”، وليس كسابقتها من الهجمات التي كان ينفذها عناصر القاعدة، وقال إن ”القتل بهذه الصفة لا علاقة له بما كانت تقوم به تنظيمات إرهابية لها أذرع في الجزائر خلال التسعينيات”. ولا يستبعد الخبير الأمني توافد أعداد من المقاتلين بصفة لاجئين، على مختلف الدول الأوروبية، ضمن جموع السوريين الفارين من الدمار في بلادهم، مشيرا إلى أنه تم إحصاء نحو ألف شخص من جنسية فرنسية يقاتلون في سورياوالعراق، يكون بعضهم عاد لتنفيذ عمليات إرهابية في فرنسا، مستغربا من كونها عملية محكمة ومنظمة في سبع مواقع وسبقها تخطيط مسبق. وحول علاقة العملية الإرهابية في باريس بنظيرتها وما وقع من تفجيرات انتحارية في بيروت اللبنانية، وأيضا سقوط الطائرة الروسية في سيناء، لا يرى بن جانة ترابطا في الأحداث، وإنما داعش يستهدف من يقوم بعمليات دولية لمكافحة الإرهاب في سورياوالعراق، وفرنسا منخرطة، وكانت ستدفع بعد أيام بطائرات أخرى لشن هجمات ضد مواقع يتحصن بها تنظيم الدولة الإسلامية في سورياوالعراق، مبينا أنها ”عملية ارتدادية لما يجري في الشرق الأوسط”. وتوقع أن تكثف فرنسا من تحركاتها في الخارج وبؤر التوتر، سواء في العراق أو في سوريا وليبيا، بدعوى مكافحة ”الدواعش” وهو ما سيجلب لها ولأوروبا تحديات أمنية أخرى.