* بوتين يهدد باللجوء إلى النووي! حذّرت موسكو على لسان مندوبها الدّائم لدى الأممالمتحدة، فيتالي تشوركين، غريمتها أنقرة من إرسال قوات إلى سوريا على غرار تدخلها في العراق. ولفت تشوركين عقب اجتماع مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء، إلى أنه بحث نشر القوات التركية شمال العراق: ”إننا نأمل في أن يساعد ما أعرب عنه أمين عام الأممالمتحدة وعدد من أعضاء المجلس من قلق، في تبريد المتهورين في أنقرة، لحملها على تسوية الوضع في العراق بصورة ترضي الحكومة العراقية”. وأضاف إن روسيا تأمل في ألا تُقدم تركيا مجددا على ”خطوات طائشة ” في الأراضي السورية. وكشف الدبلوماسي الروسي أن التدخل التركي في العراق كان مفاجئا للإدارة الأمريكية، وإنه التمس ذلك خلال لقاء جمع وفد المندوبين الدائمين لدى الأممالمتحدة، بمسؤولين أمريكيين والرئيس باراك أوباما. وعلق تشوركين أنه لا يمكن للأمريكان بطبيعة الحال ”انتقاد حليفتهم انقرة بحضورنا، لكن كان من الواضح عدو ارتياحهم للخطوات التي أقدم عليها الأتراك”. ويشار إلى أنه لم يصدر عن مجلس الأمن الدولي أي رد رسمي على خلفية نشر قوات تركية شمال العراق بعد انتهاء الاجتماع المغلق مساء الثلاثاء. وكان الجيش التركي قد نشر كتيبة مجهزة بالمدرعات، على مشارف مدينة الموصل شمال العراق التي يسيطر عليها تنظيم ”داعش”، متحججا بتدريب القوات الكردية العراقية. لكن الخارجية العراقية اعتبرت الأمر تدخلا عسكريا في أراضيها وطالبت أنقرة بسحب قواتها فورا. ويذكر أن محمد علي الحكيم، سفير العراق لدى الأممالمتحدة، أعلن أن خلاف بلاده مع أنقرة بشأن نشر الأخيرة قوات في الموصل، ”يحل بشكل ثنائي”، مشيرا إلى أن ”النقاش” بين الطرفين ”مستمر ويسير بشكل جيد للغاية”، ونفى أن تكون موسكو تشاورت مع بغداد لإثارة الخلاف في الأممالمتحدة، في إشارة منه إلى لفت روسيا لانتباه المنظمة الدولية للموضوع. وقال الحكيم مشيرا إلى الخلاف: ”إننا نحلّه بين بغدادوأنقرة... ولم نلجأ بعد إلى مجلس الأمن أو إلى الاممالمتحدة”. وشدّد الحكيم على ضرورة سحب الجنود الأتراك من العراق فورا، قائلا: إن وجودهم ”غير قانوني” وانتهاك لميثاق الأممالمتحدة. أنقرة حريصة على التهدئة ولكنّها مصمّمة على البقاء في العراق وفي السياق، سعت أنقرة للتهدئة مع بغداد، حيث صرّح هاليت جيفيك مندوب تركيا الدائم لدى الأممالمتحدة إن بلاده وبغداد تستطيعان تسوية خلافتهما في إطار محادثات ثنائية. وقال هاليت للصحفيين: ”لمّا أدركنا بأنّ الأمر بات حساسا، اتصلنا بالجانب العراقي، لتسوية القضية”. لكن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أعلن أن بلاده لن ترسل قوات جديدة للعراق لكنها لن تسحب قواتها الموجودة هناك. وفي تطور منفصل، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إنه يريد زيارة بغداد بأسرع وقت ممكن في محاولة لتهدئة الخلاف بشأن نشر القوات التركية. وأضاف أنه ”بعثت برسالة إلى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. ومن المؤمل أن يقوم وزير الدفاع العراقي بزيارة إلى تركيا قريبا وآمل أن أزور بغداد في أقرب وقت ممكن لعقد اجتماع تشاوري على مستوى عال”. وأضاف أن القوات التركية في العراق للحماية من هجوم محتمل من تنظيم ”الدولة الإسلامية” وأن من فسروا وجودها بشكل مختلف ضالعون في ”استفزاز متعمد”. وقال أيضا إن حكومته بحثت خلال اجتماعها أمس الاثنين إمكانية اتخاذ إجراءات ضد روسيا وإنها ستفرض عقوبات عليها إذا اقتضت الضرورة، لكنه أضاف أن أنقرة لا تزال مستعدة لإجراء محادثات مع موسكو. وانتقد أوغلو بشدة ما وصفها ب ”إهانات وهجمات” موجهة لتركيا من داخل إيران وحذر من أن الصداقة التركية الإيرانية ستتضرر إذا واصل الإيرانيون هذا السلوك. وفي سياق آخر، صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، أمس، بأن الطائرات الروسية لم تحلق يوم 6 ديسمبر فوق ”منطقة دير الزور” حيث تعرض أحد معسكرات الجيش السوري الميدانية فيها إلى هجوم جوي. وجاءت تصريحات كوناشينكوف تعقيبا على ما أعلنته بعض الوسائط الإعلامية من أنه يمكن أن تكون لروسيا صلة بالقصف. وقال كوناشينكوف: ”لم تحلق الطائرات الروسية فوق هذه المنطقة”. مؤكدا أنّ الطائرات الروسية تقوم بالطلعات الجوية في سماء سوريا بالتنسيق مع ”إدارة الحركة الجوية وهيئة الأركان العامة للقوات الحكومية السورية”. وأضاف: سنعرف مَن هاجم القوات السورية من الجو في أقرب وقت عندما تعلن السلطات السورية عن نتائج التحقيق. ويشار أيضا إلى أنّ روسيا أطلقت لأول مرة صواريخ باتجاه مواقع لتنظيم داعش في سوريا من غواصة في البحر المتوسط. وأوضح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ان الصواريخ أصابت موقعين كبيرين للتنظيم الإرهابي في الرقة. وأضاف أنه تم إبلاغ إسرائيل والولايات المتحدة مسبقا قبل توجيه الضربات الصاروخية، ومن جهته، أشاد الرئيس فلاديمير بوتين بهذه الصواريخ وفعاليتها، وعبر عن أمله في ”ألا يتم تزويدها برؤوس نووية، لأن أداءها بالرؤوس العادية يكفي” لتطيير رقاب الإرهابيين، ويستثني الحاجة لتزويدها برؤوس نووية.