أبرز وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، يوم الأحد، على هامش زيارة عمل قادته إلى ورڤلة، أهمية ”تفعيل” دور الهياكل والفضاءات التابعة للقطاع من أجل المساهمة في بناء مجتمع المعرفة. وأكد الوزير، ”أن تفعيل وترقية” دور الهياكل والفضاءات الثقافية من أجل المساهمة في بناء مجتمع المعرفة، يتعين أن يتم من خلال تكييف مخططها السنوي مع برنامج الجمعيات المحلية ومختلف الفاعلين في هذا الميدان فضلا عن تنويع نشاطاتها، على غرار تنظيم محاضرات وندوات وأمسيات ومعارض. وحث عز الدين ميهوبي القائمين على القطاع بالولاية على بذل مجهودات أكبر بغية ”دعوة المواطنين إلى الإقبال على الحياة الثقافية”، لاسيما من خلال التشجيع على المطالعة، خاصة لدى المتمدرسين من خلال منحهم بطاقات مجانية للاستفادة من الخدمات التي توفرها المكتبات العمومية بما فيها المكتبة المتنقلة الموجهة أساسا لفائدة هذه الفئة في المناطق الريفية والمعزولة تطبيقا للاتفاقية المبرمة بين قطاعي الثقافة والتربية. وبهدف تثمين إصدارات الوزارة الوصية وتمكين الجمهور الكبير من الاطلاع على الآلاف من العناوين والكتب، أعلن الوزير عن تنظيم قافلة ثقافية تحت شعار ”طريقنا إلى المعرفة”، وفي الشأن جرى تخصيص لهذا الحدث الثقافي 12 حافلة التي ستنطلق رمزيا من الجزائر العاصمة، اليوم، لتجوب جميع ولايات الوطن، حيث ستتيح هذه التظاهرة الثقافية فرصة ليوم كامل أمام المواطنين للإطلاع على هذه الإصدارات، كما أوضح من جهته مدير الكتاب والمطالعة العمومية بوزارة الثقافة حسن مرموري. وجدد، أيضا، وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، بالمناسبة، دعوته للمستثمرين ورجال الأعمال إلى الإلتفات إلى قطاع الثقافة ودعمه، باعتباره رافدا ”هاما” من أجل ترقية وتطوير الاقتصاد الوطني، موضحا خلال إشرافه على افتتاح فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للكتاب والأدب، أن دائرته الوزارية فتحت منذ مدة وجيزة ورشة للبحث في سبل الاستثمار الثقافي لإدراكها بأنه ”رهان” يمكن كسبه إذا ما أحسن التعامل معه وإذا ما تم إقناع المستثمرين للخوض فيه. وأكد أن ”الدولة تؤمن الفضاءات والمرافق الثقافية وتوفر الدعم المالي والإسناد اللازم والقوانين لضمان خدمة ثقافية عمومية”، مضيفا ”أنه لا يمكن للدولة ضمان نوعية راقية لهذه الخدمة إذا ما لم تكن هناك أطراف أخرى تشارك في تحسين الأداء”. واعتبر ميهوبي الخدمة الثقافية شأن إقتصادي يمكن للمستثمرين الخوض فيه، كما هو معمول به في الدول التي استطاعت بناء أممها وطورت ثقافتها، قبل أن يؤكد في نفس السياق أن الجزائر تعد بلدا مهيأ لأن يتوفر على منظومة ثقافية وطنية متفتحة تعكس الثراء والزخم التاريخي والثقافي الذي تتميز به. ولدى تطرقه لمسألة الإصلاح الثقافي، الذي تعمل وزارة الثقافة على تجسيده في الوقت الراهن، ذكر الوزير أنه سيتم ضبط خريطة جديدة للمهرجانات ومراجعة مصادر البحث عن التمويل الإضافي لمختلف الفعاليات، إضافة إلى إعطاء ”أولوية” للعمل الثقافي الذي يخدم فعليا صورة الجزائر في الداخل، كما في الخارج والبحث في كيفيات تحقيق إشعاع ثقافي.