الجزائر - شكل موضوع دور المكتبات العامة و المدرسية في ترقية المطالعة لدى الشباب و سياستها في مجال التوثيق و الاستراتيجيات الثقافية لتطوير المطالعة العمومية محور نقاش نظم اليوم الخميس بالجزائر العاصمة من قبل مختصين في اطار ملتقى دولى. و قد نظم هذا الملتقى الذي يدوم يومين و الموجه للمختصين في مجال الكتاب خلال المهرجان الدولي ال4 لادب و كتاب الشباب الذي افتتح امسية الأربعاء تحت شعار "تحرير الخيال". و يعد هذا اللقاء الذي نظم تحت موضوع "ادب و مكتبات و مطالعة عمومية" فرصة للناشرين و اصحاب المكتبات و المكتبيين من اجل اجراء دراسة مشتركة للسبل و الوسائل الواجب اتخاذها بهدف التوصل الى اعمال مشتركة من اجل ترقية المطالعة و تثمين ادب و كتاب الشباب. في هذا الصدد اكدت استاذة علم المكتبات من جامعة الجزائر مونيا شاكوش في مداخلتها على سياسة اقتناء الكتب على مستوى مكتبات المطالعة العمومية مضيفة ان توفير الكتب في المكتابات ليس عملا مؤقتا وانما مطلب احترافي". و قالت في هذا الصدد ان المقتنيات في المكتبات الجزائرية للمطالعة العمومية تقوم "على ممارسات تقليدية ترتبط بشكل كبير بسوق استيراد الكتب و شخصية المقتنين" الذين اعتبرتهم "مستخدمين يكونون في غالب الاحيان لا يتوفرون على تاهيل كبير في مجال التوثيق". و تابعت شكوش تقول ان عمال المكتبات "لا يشاركون تقريبا في عملية الاقتناء و ليست لديهم اي سلطة قرار حول اختيار الكتب الواجب اقتناؤها" على الرغم -كما قالت- من ان تشكيل المجموعات يمثل "العمل الاكبر" لمستخدم المكتبة. من جانبه تطرق الكاتب و الاستاذ بالمعهد العالي التونسي للتوثيق احمد كسيبي الى الاستراتيجية الثقافية التونسية التي تمت مباشرتها في ميدان ترقية المطالعة العمومية. و قد اشار في هذا الصدد الى مشاكل تاهيل و تحديث و رسكلة مستخدمي المكتبات الذي تضم شبكتهم حوالي 400 مكتبة موزعة على مجموع التراب التونسي. كما ابرز ان مسالة المطالعة العمومية تعتبر مشكلا هاما و استراتيجيا لا يخص فقط المثقفين و نخبة المجتمع وانما شرائح اخرى سيما الهيئات الوزارية و المجتمع المدني. و اعرب عن اسفه من جهة اخرى لقلة اهتمام الشباب بالمطالعة مشيرا الى نتائج احدى الدراسات التي اجريت في تونس سنة 2009 و التي اظهرت ان ربع الاشخاص المستجوبين لم يقرؤوا ابدا في حياتهم لانهم لا يحبون القراءة. من جانبه اوضح نسيب عقيقي احد المكتبيين الذي قدم من لبنان ان المطالعة و الكتاب "يعدان عنصرين هامين للدخول الى عالم المعرفة و الثقافة" معتبرا تطورهما "وثيق الارتباط بالسياسة الثقافية للدول". كما قدم السياسة الثقافية المنتهجة في لبنان البلد الذي احتضن سنة 2009 تظاهرة "بيروت عاصمة الكتاب" سيما في ميدان تعميم المكتبات التي فاق عددها 150 مكتبة عمومية مع الاشارة الى "عدم التوازن" في توزيعها الجهوي. و تابع يقول ان مكتبات بلده تخضع "للتجديد و التمويل و التدعيم الدائم سواء على مستوى التسيير او نوعية الخدمات". اما مدير المكتبة الوطنية الجزائرية عز الدين ميهوبي الذي كان حاضرا خلال اللقاء فقد اشار الى ان عدد الناشرين في الجزائر يتعدى 700 مذكرا بان 97 دار نشر جديدة قد تم انشاؤها سنة 2009 و 79 اخرى سنة 2010 مضيفا ان ظهور ناشرين جدد يعد "عنصرا ايجابيا". في ذات الصدد اوضح ميهوبي ان هناك مشكلين يواجهان الكتاب: و هما السعر و الاشهار حيث ان الناشرين -كما قال- "تنقصهم ثقافة واستراتيجية اتصال من اجل الاشهار لاصداراتهم سواء داخل البلاد او خارجها". و بخصوص انواع الكتب الاكثر اصدارا استدل مدير المكتبة الوطنية بشهر ماي الاخير حيث تشير الاحصائيات الى ان 18 % من الكتب المنشورة هي كتب مدرسية و 3ر15 % من كتب التاريخ و الجغرافيا والترجمة و 12 % من الكتب الدينية و 10 % فقط للخيال. و تنظم الطبعة الرابعة من المهرجان الدولي لادب و كتب الشباب الى غاية 29 من هذا الشهر بكل من رياض الفتح و الكتاني (باب الواديبالجزائر العاصمة) و دار الثقافة مالك حداد (قسنطينة) و المشور (تلمسان). ويشارك 60 ناشرا في هذا اللقاء السنوي الذي يقترح برنامجا ثريا بالنشاطات الموضوعاتية فضلا عن معرض للكتاب.