* إيران استغلت مواقف الجزائر من سياسات المملكة خاصة في اليمن والتحالف الإسلامي عدد تقرير فرنسي خلفيات استغلال إيران لموقف الجزائر من التحالف الإسلامي الذي تقوده السعودية ضد تنظيم الدولة ”داعش” الإرهابي، وتأثير هذا الموقف على مستقبل العلاقات الجزائريةالإيرانية. وجاء في تقرير لموقع ”موند أفريك” الناطق بالفرنسية، أن إيران تطمح لنفوذ أكبر في منطقة شمال إفريقيا، وفي هذا الإطار تأتي الزيارة الأخيرة لنائب الرئيس الإيراني إسحاق جاهنغيري، للجزائر، خاصة أنها تتزامن مع إعلان الجزائر مقاطعة التحالف الذي أعلنت عنه السعودية، مذكرا أن الجزائر أعلنت تحفظها عن المشاركة في الحلف العربي الإسلامي الذي شكلته السعودية ضد تنظيم ”داعش”، وأضاف أن طهران كثفت جهودها لاستغلال ما وصفته الفتور بين الجزائر والسعودية، لفرض نفسها كبديل عن سياسات السعودية في المنطقة، حيث لن يكون من المستبعد أن تشكل الجزائر حلفا موازيا مع إيران، حسب المصدر ذاته. وأشار الموقع الفرنسي إلى أن ”التوتر” الذي تزايدت حدته في الأشهر الأخيرة بين الجزائر والسعودية، يتجاوز التفاصيل التي تتعلق بالحلف ضد ”داعش”، إلى سياسات المملكة السعودية على عدة مستويات، وقال إن هذه الخلافات تشمل التدخل العسكري في اليمن، وتمويل الجماعات السورية المسلحة، والإدارة الداخلية لمنظمة الأوبك، والتمييز ضد الحجيج الجزائريين، والموقف من قضية الصحراء الغربية، وتابع بأن الجزائر في المقابل، تشارك إيران مواقفها حول قضايا جوهرية، خاصة فيما يتعلق بالصراع السوري وتعديل أسعار البترول، وبالتالي يمكن لهذا التقارب الثنائي بين البلدين أن يمهد الطريق لظهور حلف مواز يهدد نفوذ المملكة في المنطقة، وفق التقرير. وأضاف الموقع أن الطرفين الجزائريوالإيراني يدركان أن الرد الوحيد على النفوذ السعودي في المنطقة، يجب أن يكون على المستوى الاقتصادي، لذلك أعلن الطرفان في أثناء الزيارة الاستراتيجية لإسحاق جاهنغيري، عن إعادة تفعيل اللجنة الثنائية العليا بين البلدين، حيث توجت اللقاءات الأخيرة بين مسؤولين رفيعي المستوى من إيرانوالجزائر، بإبرام عدد من اتفاقيات التعاون الاقتصادية والثقافية، التي تهدف إلى خلق كتلة اقتصادية قوية في مواجهة نفوذ السعودية، وشملت برامج تنفيذية للتعاون، في مجالات الرياضة والتعليم العالي والبحث العلمي والأشغال الكبرى، على امتداد السنوات الخمس القادمة. واعتبر الموقع أن هذه الاتفاقيات التاريخية بين البلدين مهدت الطريق لتأسيس معادلة رابحة لكلا الطرفين، حيث تعتزم الجزائر استيراد الخبرة الإيرانية لتنمية قدراتها الصناعية في مجال صناعة السيارات، للاستفادة من التجربة الإيرانية في هذا المجال، وذكر أن طموحات الشراكة بين البلدين كبيرة ومفتوحة على كل الآفاق، بما في ذلك المجال العسكري، مضيفا أن التقارب الاستراتيجي بين إيرانوالجزائر يعتمد من ناحية أخرى على التحالفات الدولية للبلدين، بهدف ضمان المحافظة على مصالحهما الجيوسياسية في العالم. وفي الختام، أكد الموقع أن الجزائر تدرك قيمة التجربة الإيرانية اقتصاديا وسياسيا، بينما تراهن إيران على تحالفها مع الجزائر لمواجهة النفوذ المتزايد للسعودية في العالم العربي.