انتهت مرحلة ذهاب الرابطتين الأولى والثانية موبيليس لكرة القدم، وهي فرصة تسعى من خلالها الفرق إلى وضع برنامجها الخاص تحضيرا لمرحلة الإياب، من برمجة تربصات وتدعيمات، إلا أن استقدام اللاعبين في فترة التحويلات الشتوية لهذا الموسم وعلى غير العادة سيكون الأقل نشاطا مقارنة بالسابق، كيف لا والفاف قد رسمت عدم استقدام الأندية للاعبين الأجانب، وهو ما سيؤثر من دون شك على البطولة التي لن تعرف صفقات كبيرة في السوق المحلية بالمقارنة مع المواسم الفارطة، التي عرفت البطولة مجيء أسماء ولاعبين حتى من أمريكا الجنوبية، في إشارة إلى اللاعب البرازيلي روبرسون الذي ينشط في مولودية العاصمة. لكن قرار الاتحادية الجزائرية لكرة القدم قلب الموازين وغير الواقع الذي اعتبرته الفاف في مصلحة اللاعب الأجنبي الذي، حسبها، يعاني من تهميش وعدم حصوله على مستحقاته مع النوادي التي يدافع عن ألوانها، لتخلط بذلك حسابات الأندية. رغم أن مرحلة الذهاب أسدل الستار عليها أمس، إلا أن الأندية شرعت منذ مدة في البحث عن الأسماء التي ترغب في ضمها. ففي الموسم الماضي كانت جل الفرق تنتظر إلى غاية الرمق الأخير من التحويلات للكشف عن مفاجآت تمثلت في جلب لاعبين من طينة الكبار ينشطون في دوريات عالمية أو إفريقية، إلا أن الواقع تغير بدليل أن فريق شباب بلوزداد وشبيبة القبائل قد دخلا الميركاتو الشتوي بقوة ومبكرا باستقدام أبناء لعقيبة لمعمر يوسف من جهة والكناري اللاعب ميباركي، وهما الثنائي الذي ينشطان في الرابطة الأولى. ويبدو أن إدارات الفرق ستنطلق في هذه الفترة بالسرعة القصوى طمعا في جلب لاعبين تدعم بهم التعداد وفقط، وهي التي تدرك خبايا القانون الجديد الذي يحرمها من التعاقد مع الأجانب. أسماء لم تتغي، تجول من فرق لأخرى والأندية في ورطة ومما لا شك فيه أن القرار الجديد الذي يحرم الأندية من استقدام لاعبين أجانب، سيجعل مرحلة التحويلات الشتوية محلية ما دام نفس الأسماء ستجول بين الفرق، بدليل تنقل معمر يوسف وميباركي إلى شباب بلوزداد والكناري على التوالي، وهو القرار الذي سيحتم على الأندية المحترفة البحث عن لاعبين محليين فقط بغية جلبهم دون وضع أي استراتيجية كما كان سابقا، بإرسال مبعوثين لمعاينة أسماء خارج البطولة الجزائرية. وبين هذا وذاك فإنه وبصفة مؤكدة سيكون الميركاتو الشتوي محليا دون أي شكوك. كما ستكون أندية الرابطتين الأولى والثانية في ورطة كبيرة كون الصراع سيكون على أشده للظفر بلاعبين قادرين على منح الإضافة. فالبطولة التي تعتبر ضعيفة ودون المستوى بشهادة الجميع، سيجد رؤساء النوادي صعوبة في إيجاد دماء جديدة بمقدورها تعويض الأسماء الحالية، خاصة بإدراكها أنها ستركز على جلب لاعبين محليين فقط، ما سيصعب المهمة من دون شك، وسيكون المناجرة هم المستفيدون من هذا القرار لاقتراح لاعبيهم على النوادي في ظل حرمان الأجانب من اللعب في الجزائر. الخاسر الأكبر هي الأندية المعنية بالتمثيل الخارجي وسيكون الخاسر الأكبر من خلال هذا القرار الأندية التي ستمثل الكرة الجزائرية في رابطة أبطال إفريقيا وكأس الكاف، على غرار وفاق سطيف ومولودية بجاية ومولودية وهران بالإضافة لشباب قسنطينة، الذين سيكونون في ورطة حقيقية في ظل تواجد لاعبين يفتقدون للخبرة الكافية في مثل هذه المسابقات، ما يعتبر خسارة كبيرة لهم على أمل أن يكون تمثيلهم بلاعبين محليين نقطة إيجابية ومفخرة لهم. الفاف أرادتها فرصة للحد من ظاهرة التلاعبات وعودة لحيثيات هذا القرار، فإن الفاف قد رسمت حرمان الأندية باستقدام اللاعبين الأجانب كصفعة للفرق التي لطالما تهمش هؤلاء الأسماء والذين بدورهم يجدون مقر الفاف كمنبر لهم من أجل دفع شكاويهم، بسبب عدم دفع مستحقاتهم العالقة، إذ يعتبرون أنفسهم عابري سبيل إن صح التعبير، والبطولة الوطنية كمأوى لهم، الأمر الذي حرك الجهات العليا للكرة الجزائرية ومسؤوليها من أجل وضع هذا القرار الذي يحد من ظاهرة احتقار اللاعب الأجنبي وتحسين صورة البطولة الجزائرية إفريقيا. سمعة الكرة المستديرة على المحك والكرة المحلية في خطر وبخصوص هذا القرار دائما، فإن البعض يعتبر منع انتداب الأجانب سيفقد البطولة المحترفة نكهتها التي لطالما صنعها مجيء اللاعبين الأجانب والذين حقق بعضهم إنجازات واحترف أغلبهم في أوروبا من بوابة النوادي المحلية، على غرار كوليبالي ودياكيتي اللذين كانا ينشطان في صفوف المولودية، إضافة إلى ديالو الذي تألق بألوان شبيبة القبائل واحترف في نادي نانت الفرنسي، بالإضافة لأسماء عديدة وجدت راحتها في بطولتنا. إلا أن الواقع تغير وأخذ مجرى مغايرا لكون إدارة بعض الفرق لم تقيم الأجانب وهمشتهم كثيرا، ما عجل بإصدار هذا القرار الذي قد يبقي البطولة كما هو الحال عليها متدنية ودون المستوى، أو أكثر مما هو متوقع، في ظل تواضع قيمة اللاعب المحلي، ما يبعث القلق في مستقبل الكرة المحلية.