يعد السرطان أحد أخطر الأمراض التي تهدد حياة الكثيرين، فقد ورد في تقرير عن منظمة الصحة العالمية أن عدد حالات الإصابة بالسرطان حول العالم قد قفز إلى أكثر من 14 مليون مصاب، وكان العدد في عام 2008 يبلغ 12.7 مليون شخص. فيما تتوقع وصول العدد إلى 19 مليون شخص في عام 2025. وتفيد المنظمة أنه خلال هذا الوقت زادت أعداد الوفيات من 7.6 مليون شخص لتصل إلى 8.2 مليون شخص. ويأتي ازدياد عبء السرطان على كاهل المجتمع الدولي بسبب التحول السريع في أنماط المعيشة في العالم النامي، وينعكس ذلك أيضا بصورة أكبر على البلدان الصناعية، بالإضافة الى زيادة معدلات التدخين والسمنة وارتفاع معدلات التقدم في العمر. في السياق، قالت وكالة لأبحاث السرطان تابعة لمنظمة الصحة العالمية إن حوالي نصف مليون حالة اصابة بالسرطان سنويا ترجع إلى بدانة الأشخاص المصابين، وأن هذا يمثل مشكلة حادة بشكل خاص في أمريكا الشمالية. وقالت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان في دراسة نشرت في مجلة ”لانسيت لعلم الأورام”، إن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم أصبح حاليا يمثل عامل خطورة للإصابة بالسرطان كما أنه كان مسؤولا عن قرابة 3.6 بالمئة أو 418000 الف حالة جديدة للإصابة بالسرطان في 2012. وقال كريستوفر وايلد مدير الوكالة، إن ”عدد حالات الإصابة بالسرطان المرتبطة بالبدانة بزيادة الوزن من المتوقع أن ترتفع عالميا مع زيادة التنمية الاقتصادية”. وأضاف أن النتائج تبرز أهمية مساعدة الناس في الحفاظ على وزن صحي لتقليل خطر الاصابة بمجموعة واسعة من السرطان ومساعدة الدول النامية في تجنب المشكلات التي تعاني منها الدول الغنية حاليا. وأشارت نتائج الدراسة إلى أن أمريكا الشمالية تعاني الآن أسوأ مشكلة مرتبطة بالوزن، حيث تم تشخيص 111 ألف اصابة بالسرطان مرتبطة بالبدانة في 2012، أوما يمثل 23 بالمئة من عدد حالات الاصابة بالسرطان المرتبطة بارتفاع مؤشر كتلة الجسم في العالم. وفي أوروبا فإن البدانة مسؤولة عن 6.5 بالمئة من جميع حالات الإصابة الجديدة التي يتم تشخيصها سنويا أو حوالي 65 ألف حالة، حسب رويترز. وقالت الوكالة إنه في حين أن حالات الإصابة بالسرطان المرتبطة بالبدانة في معظم الدول الأسيوية أقل، إلا أنها ما زالت تترجم إلى عشرات الآلاف من الحالات بسبب ارتفاع عدد السكان. أما في القارة الإفريقية فإن البدانة مسؤولة عن 1.5 بالمئة فقط من حالات الإصابة بالسرطان.