اختيرت باتنة من طرف الآلية الأوروبية للحوار والشراكة مع دول الجنوب التابعة للاتحاد الاوروبي لإدخال التقنية الحديثة، المعروفة باسم الاستخدام الناجح للطاقات المتجددة في الوسط الحضري، إلى جانب بلدية بومرداس في وسط البلاد وسيدي بلعباس في الغرب.. لتكون نماذج مناسبة لتعميم هذه التقنية ومعرفة المدى الذي يمكن أن تصل إليه والنتائج التقنية والمادية والميدانية المفترضة والقابلة للتطبيق، والصعوبات التي يمكن أن تشكل عائقا أمام هذه التجربة الفريدة من نوعها في الجزائر كبلد نام ومدرج في إطار دول الجنوب. تنحصر الأهداف الرئيسية التي تسعي إليها الآلية الأوروبية في الوصول إلي تحقيق انخفاض تدريجي لغاز ثاني أكسيد الكربون من الآن إلي غاية 2020، وتمكين المجالس البلدية من اقتصاد مدخرات مالية أكيدة تستعين بها لبناء مرافق اجتماعية وتربوية إضافية، والتقليل في ذات الوقت من الفاتورة المتصاعدة لاستهلاك العائلات للغاز والكهرباء، والتدرج والانتقال بهذه التقنية إلى مستويات يمكن من خلالها البدء في النظر على أنها طاقة بديلة للطاقات التقليدية التي احتكرت الساحة الاقتصادية والاجتماعية عبر أزمنة طويلة. واستنادا لمسح أولي قامت به لجنة تقنية اختارتها البلدية لهذا الغرض وشملت كل المرافق والمنشئات والمباني والمؤسسات، فقد تبين أن العمارة تساهم في أعلى نسبة من الانبعاث لغاز ثاني أكسيد الكربون في الجو بنسبة 37 في المائة، وتأتي في المرتبة الثانية الحافلات والسيارات والمركبات بمختلف أنواعها ثم النفايات الهامدة والإنارة العمومية. وقد اتبع هذا المسح بجلسات عمل متواصلة دامت قرابة عامين للجنة التقنية البلدية انعقدت في باتنة وفي العاصمة، وخرجت عند نهاية أشغالها بخلاصة ثابتة وأساسية وببرنامج عمل أوكل إلى مكتب دراسات تقني، وتم تحديد خمسة ميادين حيوية تشكل أولوية في البرنامج المستقبلي لتعميم الطاقة المتجددة المسند من الآلية الأوروبية، وهي الإنارة العمومية والمدارس والمساجد والعمارات وأماكن النفايات ووسائل النقل. ومن أبرز الإجراءات التقنية التي ستدخل الخدمة العمومية في إطار الطاقة البديلة المسندة من الآلية الأوروبية، تركيب وتعميم لوحات شمسية تدعي ”فولطاييك” تشتغل وفق نظام الطاقة الشمسية في المدارس والمساجد، حيث تم اختيار مدرستين نموذجيتين ومسجدين نموذجيين لإجراء التجارب الأولية، وأسند البرنامج الخاص بتعميم الطاقة المتجددة في بلدية باتنة لمقاول جزائري متخصص في إنتاج بعض التجهيزات والأدوات التي تندرج ضمن برنامج الطاقة البديلة، حيث يمتلك تجهيزات تسخين بواسطة الطاقة الشمسية ولوحات تعمل بالطاقة الشمسية ومصابيح كهربائية. وضبطت اللجنة كذلك برامج مدققة لتطبيقها بالنسبة لوسائل النقل وللعمارات وللنفايات الهامدة، وحتي في ميدان الفلاحة. وتهدف بلدية باتنة، حسب نائب رئيسها، إلى تطوير أربعة محاور أساسية تتمثل في زيادة حجم الطاقة المنتجة من الطاقات المتجددة، وترقية المنشآت والبناءات والمرافق التي تدخل ضمن دعم الطاقات المتجددة، وتوسيع مجالها عبر تراب البلدية، وإدراج مجمل الهياكل والبناءات والمنشآت والمرافق الحيوية ضمن برنامج إدخال الطاقة المتجددة، وتوصيل الطاقة المتجددة إلي البلدية حتى تستفيد هي الأخرى من هدا النظام الجديد . ومن الممكن، حسب نائب المير المكلف بالبيئة، الوصول إلى إقامة مائة نقطة مضيئة في المحيط الحضري تعمل بالطاقة الشمسية وتحويل حي نموذجي يشتغل بالطاقة المتجددة من خلال تركيب اللوحات المضيئة.