سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شح الأمطار والاحتباس الحراري يدفعان الجزائر إلى تطهير المياه بنسبة 100% آفاق 2030 إنتاج الكهرباء بمعالجة النفايات المستخرجة من المياه القذرة ابتداء من 2018
* 8 ملايين جزائري معنيون بالمخطط الوطني للتطهير بالمناطق الريفية * تنفيذ 7 برامج معلوماتية لتسيير عملية التطهير عن بعد في الجزائر سطرت الحكومة برنامجا محكما لتطبيق استراتيجية وطنية لتطهير المياه في المناطق الريفية والحضرية تحت شعار ”الحياة الثانية للماء”، وذلك بغية استغلال الموارد من جديد في ظل شح الأمطار وهبات الجفاف التي عصفت بالبلاد مؤخرا، وإنذارات مختلف الهيئات والمؤسسات العالمية التي تعنى بالمناخ والبيئة، التي شددت على ضرورة عقلنة استغلال الموارد الطبيعية، خاصة منبع الحياة ”الماء” واعادة استرجاعه ورسكلته. وقد تم إطلاق مخطط وطني للتطهير، والذي تشارك فيه مختلف الأطراف تحت إشراف وزارة الموارد المائية والبيئة قصد تحقيق نسبة تطهير مائة بالمائة آفاق 2030، إذ يضم هذا البرنامج فضلا عن الدعم اللوجستكي والتقني، برنامج تكوين محكم يهدف إلى تكوين 1337 إطار بمشاركة 20 مكوّنا. حسب الأرقام التي تسلمتها ”الفجر” من وزارة الموارد المائية والبيئة في ما يخص المخطط الوطني للتطهير الذي تم إطلاقه في إطار برنامج دعم قطاع المياه والتطهير ”ماء 2” بالشراكة مع الاتحاد الأوربي، الذي يعد استكمالا لبرنامج ”ماء 1 ” تحت وصاية مديرية التطهير وحماية المحيط، فقد تم تسطير استراتيجية لتطهير المياه في المناطق الريفية بغية بلوغ نسبة 100 بالمائة آفاق سنة 2030. وحسب مخطط التطهير الذي تحوز ”الفجر” نسخة منه، يأتي هذا البرنامج استكمالا للمجهودات التي تبذلها وزارة الموارد المائية والبيئة لتحسين ظروف تطهير المياه في المناطق الريفية، من خلال إطلاق دراسة خاصة ومتخصصة قصد تطوير عملية التطهير في المناطق الريفية، والتي أنشأت على أساسها استراتيجية للتطهير في هذه المناطق ”أزرو”. تحقيق ميداني حول شبكة جمع، توزيع وصرف المياه يصف الوضعية ب”غير المرضية” وحسب ما تشير إليه هذه الدراسة، فهي تطمح لتغطية كافة المنطقة الريفية في الجزائر، والتي تم إحصاؤها ب 867 بلدية وتغطي 8 ملايين ساكن، خاصة أن المنطقة الريفية تتميز بخصوصيتها في السكن والعيش، ما يجعل إطلاق استراتيجية تطهير على مستواها أمرا معقدا لابد من تحديده بدقة. وقد تمت الاستعانة بصور الأقمار الصناعية - حسب المخطط - لتحديد طبيعة السكنات والربط بينها في المناطق الريفية، والتي تتميز بتنوعها، إذ نجد تجمعات سكانية تارة وأخرى متفرقة تارة أخرى، بلديات صغيرة دون شبكة تطهير. وحسب الدراسة الميدانية التي تم بلورتها على أساسا تحقيق ميداني موثّق الذي قامت به مديرية التطهير وحماية البيئة، فقد تم وصف الوضعية في المناطق الريفية بغير ”المرضية”، إذ تم تحديد وجود شبكة جمع للمياه جد معتبرة لكن موزعة بطريقة غير عادلة على مستوى التراب الوطني وتخلو من نظام تنظيف وتنقية المصب، ما يتسبب في أضرار على الصحة والبيئة، إذ يتم طرح المياه في المحيط الطبيعي. كما كشف التحقيق الميداني عن تنصيب تجهيزات ذاتية غير مطابقة للمعايير بطريقة عشوائية، والتي تتسبّب على مستوى المنازل في نقص للراحة والنظافة، إذ تهدف استراتيجية التطهير على مستوى المناطق الريفية لتدارك التأخر المسجل في تطهير مياه الصرف الصحي، والتي تندرج في إطار برنامج ”ماء 2” بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي بغلاف مالي قدره 40 مليون أورو، وهو عبارة عن برنامج نموذجي يقدم لأول مرة في شكل دعم ميزاني وتقني قائم على النجاعة والتسيير وفقا للأهداف المسطرة، وذلك بغية المساعدة للحصول على الوسائل التقنية الضرورية للنهوض بالتطهير وإنشاء مخطط توجيهي له. الجزائر.. الثانية في مجال الربط بشبكات الصرف الصحي إفريقيا وقد احتلت الجزائر المرتبة الثانية إفريقيا في مجال الربط بشبكات الصرف الصحي التي بلغت نسبة 87 بالمائة في 2013، بعد أن كانت 35 بالمائة سنة 1970، في حين ارتفع عدد محطات التطهير من 10 محطات خلال نفس السنة إلى 145 محطة سنة 2013 تقوم بمعالجة مياه الصرف ل12 مليون ساكن بطاقة 800 مليون متر مكعب في السنة، والحصة الكبرى من هذه المياه المطهرة موجهة لتدعيم السقي الفلاحي. وفي إطار برنامج ”ماء 2” لتدعيم قطاع المياه والتطهير، تحوز عملية التكوين حصة الأسد من البرنامج، إذ يقوم الديوان الوطني للتطهير الذي أنشئ سنة 2001 بضبط استراتيجية وطنية لتكوين العمال التقنيين خاصة في مجال مراقبة نوعية المياه المطهرة وكيفية إعادة استغلالها، مع العلم أن المشروع نموذجي بالنسبة للجزائر التي تطمح مع حلول سنة 2030 بلوغ نسبة تطهير تصل 100 بالمائة بالمناطق الحضرية وتلك القريبة من السدود والشريط الساحلي، و80 بالمائة بالنسبة للمناطق الريفية. افتتاح أول مركز للتكوين في مهن التطهير بالجزائر بمقاييس عالمية كشفت حموش حسينة، مديرة برنامج ”ماء 2” بوزارة الموارد المائية والبيئة ل”الفجر”، عن افتتاح مركز للتكوين في مهن التطهير بالجزائر قريبا، والذي سيتكفل بتكوين إطارات قطاع المياه والتطهير وذلك بمعايير عالمية، مع الطموح إلى تكوين إطارات القارة الإفريقية عوض تنقلهم إلى الخارج لذات الغرض، وينتظر فتح الأظرفة الخاص بإنجاز المركز قريبا، والذي سيسمح بتحسين نوعية الخدمة العمومية في مجال التطهير. ويأتي مشروع ”ماء 2” المبرم مع الطرف الجزائري بعد مشروع ”ماء 1” الذي كان يخص تحسين عملية التزود بمياه الشرب، ويهدف كذلك إلى حماية الثروة المائية للجزائر من الضياع، مع تدعيم المخبر المركزي للديوان الوطني للتطهير بتقنيات حديثة في مجال مراقبة نوعية المياه المعالجة ومساعدته على إعداد نظام معلوماتي متطور للربط بين جميع الهياكل التابعة للديوان عبر التراب الوطني لتسهيل نقل المعلومات. من جهتها، كشفت حموش ل”الفجر”، أن الهدف الرئيسي لبرنامج ”ماء 2” هو التأسيس لاستراتيجية وطنية للتطهير آفاق سنة 2030 وعصرنة تسيير الإدارة، من خلال إدخال ميكانِزمات العمل بطريقة مشتركة بين مختلف الفاعلين في القطاع، من هيئات ومؤسسات ومجتمع مدني لإيجاد الحلول اللازمة في كل الميادين. وعن البرنامج، أكدت حموش أنه جاء ليدعم استراتيجية الحكومة في مجال تطهير المياه المستعملة، والذي تم إعداده بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي في إطار برنامج الدعم المخصص لقطاع الموارد المائية والتطهير تحت اسم ”ماء 2”، والذي انطلق في تجسيده سنة 2012. ويتضمن البرنامج إعداد مجموعة من الدراسات التقنية للتسيير الحسن لعملية معالجة المياه وإعادة استغلالها، واقتراح استغلال الطمي المستخرج من محطات التطهير في إنتاج الطاقة الكهربائية. استغلال شبكات التطهير.. في صلب برنامج دعم قطاع المياه ”ماء 2” أضافت حموش أنه تم بلوغ نسبة تنفيذ برنامج دعم قطاع المياه والتطهير ”ماه 2” بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي نسبة 99.50 بالمائة في 2015. وفي هذا الاطار فقد تمكن القائمون على المشروع من تجسيد الهدف الثالث للبرنامج ضمن 4 أهداف مسطرة يتم تنفيذها في نفس الفترة - تضيف حموش - وتتمحور حول تخطيط الاستراتيجية لتعزيز الأداء والشفافية في التخطيط المالي، تدعيم وتعزيز القدرات التقنية للموارد البشرية، وإدارة واستغلال شبكات التطهير. وأفادت مديرة برنامج ”ماه 2” أن الدعم المالي الإجمالي للمشروع يقدر ب 40 مليون أورو، قدم الاتحاد الأوروبي 30 مليون أورو منها مقابل 10 ملايين أورو دعم من طرف الجزائر. وسيتم توجيه 20 مليون أورو لخزينة الدولة عند إنجاز الأهداف المسطرة في إطار الاتفاقية المالية بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، فيما تم تقديم 10 ملايين أورو كمساعدة تكميلية للتكفل بتكاليف استخدام الخبراء وتحقيق الأهداف الأربعة. إعداد نظام معلوماتي يتضمن كل البيانات المتعلقة بنشاط محطات التطهير.. لأول مرة من جهتها، أشارت مديرة برنامج ”ماء 2” بوزارة الموارد المائية، حموش، إلى تحقيق 12 عقد نجاعة تم الاتفاق عليه مع خبراء الاتحاد الأوروبي من أصل 17 عقدا، مع تكوين 40 بالمائة من عمال الديوان الوطني للتطهير. كما تم، لأول مرة، إعداد نظام معلوماتي يتضمن كل البيانات المتعلقة بنشاط محطات التطهير، مع تحديد نوعية المياه المعالجة وطريقة إعادة استغلالها، وتنفيذ 7 برامج معلوماتية لتسيير عملية تطهير المياه عن بعد. وسيبلغ عدد محطات تطهير المياه المستعملة في الجزائر 272 وحدة في نهاية الخماسي 2015-2019 مقابل 166 حاليا قصد ضمان إطار معيشي أفضل للمواطنين، حسب ما أكده وزير الموارد المائية والبيئة عبد الوهاب نوري، موضحا أن الجزائر التزمت بتحسين الظروف المعيشية للمواطنين، وفي هذا الإطار يعتزم البلد رفع قدرات معالجة محطات تطهير المياه المستعملة ببناء ما يزيد عن 100 وحدة. وصرح الوزير أن هذه المساعي ترمي إلى التحكم في مشكل المياه المستعملة بالجزائر العاصمة التي ستتوصل إلى نسبة صفر تفريغ في الطبيعة عند نهاية هذا الخماسي. وستنتقل طاقة محطة براقي في غضون شهرين وعند انتهاء التجارب التقنية من 900 ألف معادل نسمة إلى 1.8 مليون معادل نسمة، ومن تدفق 150 ألف متر مربع في اليوم إلى 300 ألف متر مكعب في اليوم. وستنتقل طاقة محطة عين البنيان من 250 ألف معادل نسمة إلى 500 ألف معادل نسمة، لمعالجة 100 ألف متر مكعب مقابل النصف حاليا. وقال الوزير إن مواجهة إشكالية تفريغ المياه المستعملة في الأودية والبحر تفرض حتمية معالجتها، مشيرا أن المشاريع المستلمة في براقي وعين البنيان تساهم في تحقيق هذا الهدف، لاسيما مع مضاعفة قدراتها في ما يخص المعالجة. الجزائر ستنتج الكهرباء بمعالجة النفايات المستخرجة من المياه القذرة آفاق 2018 من جهته أفاد مدير الديوان الوطني للتطهير لمنطقة تيزي وزو، فريد أعجال، أن الجزائر بإمكانها خلال السنتين أو الثلاثة سنوات المقبلة إنتاج الكهرباء أو الغاز البيولوجي انطلاقا من النفايات المستخرجة من المياه القذرة. وأوضح لعجال أن الأوحال الناجمة عن معالجة المياه القذرة في محطات التصفية تحتوي على الميثان، والذي يعد غازا بيولوجيا يمكن أن ننتج انطلاقا منه الحرارة والكهرباء، قائلا :”لقد شرعنا في الخطوات الأولى لنتمكن من إنتاج هذه الطاقات بهذه الطريقة خلال السنتين أو الثلاث سنوات المقبلة”. وقال ذات المسؤول إنه في مرحلة أولى ستستغل هذه الطاقات المنتجة لتشغيل محطات التصفية، قبل توزيعها إلى المناطق الصغيرة المجاورة خلال الثلاث سنوات المقبلة. وسمحت الدراسة التي أجريت في إطار البرنامج المتعلق بتسيير المياه ”ماء 2” بتحديد محطات التصفية التي بإمكانها توليد الطاقة، في إطار عملية تثمين الأوحال الناجمة عن المياه القذرة. ويتعلق الأمر بمحطات براقيبالجزائر العاصمة، وعنابة، الكرمة بولاية وهران، باتنة وسطيف وبرج بوعريريج. وأوضح لعجال أنه بمحطتي الجزائروباتنة تم وضع آلات تسمح بتوليد الغاز البيولوجي من الأوحال المسترجعة، مضيفا:”نحن نقوم باللازم لتسريع الوتيرة على مستوى المحطات الأخرى”. ويمكن استعمال الأوحال المنتجة على مستوى محطات التصفية في القطاع الفلاحي، حيث تعتبر أسمدة ممتازة. وتابع أعجال:”لقد بدأنا بالفعل تزويد فلاحين بتيزي وزو بأسمدة ناتجة من تثمين الأوحال و نأمل توسيع هذه التجربة إلى مناطق أخرى من البلاد”. ويذكر أن الوكالة الوطنية للتطهير شرعت مؤخرا مع المعهد الوطني للتقييس بوضع إطار قانوني لرسكلة الأوحال في القطاع الفلاحي.