* الروائي محمد مفلاح: ”ليست لنا معرفة قوية بتاريخنا وهذا سبب ضعف الرواية التاريخية” اتفق المشاركون في لقاء حول الرواية والتاريخ المنظم بقصر الثقافة والذي يندرج في إطار ”موعد مع الرواية”، الذي يشرف عليه الروائي سمير قسيمي، أن الرواية التاريخية في الجزائر لا تبشر بالخير، معتبرين أن معظم الذين يكتبون الرواية التاريخية يهتمون بالشخصية التاريخية ولا يهمهم الحدث التاريخي، ما عدا قلة قليلة من الذين يختارون الشخصيات الهامشية ويوظفونها في أعمالهم. قسم الناقد محمد الأمين بحري الرواية التاريخية في الجزائر إلى قسمين، وهي ”رواية حدث” وهنا الحدث التاريخي يكون الأهم في الرواية في ما تكون الشخصية هامشية، في حين هناك روائيون تهمهم الشخصية ويهمشون الحدث وهذا أخطر بكثير حسب محمد الأمين بحري، الذي يرى بأن الروائي لا يملك أشياء لكي يضيفها إلى شخصيات تاريخية معروفة، مركزا على رواية ”الأمير” لواسيني الأعرج، قائلا بأن واسيني الأعرج اعتمد على الشخصية وأهمل الحدث التاريخي وشخصية ”الأمير” راحت ضحية اختيارات واسيني، الذي كتب روايته كذلك بضمير الغائب ما جعله ينفصل عن الزمن التاريخي، مضيفا بأن هذه الرواية كتبت بالوصاية وليس هو من بادر بكتابتها. واعتبر بحري أن الروائيين الجزائريين دمروا ”الرواية التاريخية”، فاتحا النار على الروائي واسيني الأعرج وروايته ”مملكة الفراشة” قائلا: ”واسيني الأعرج في روايته ”مملكة الفراشة” تكلم عن أشياء تاريخية ولكن عنصر الزمن قام بتخريبه تخريبا، حيث تحدث عن وجود الفايسبوك في العشرية السوداء، وهنا أتساءل هل كان هناك فايسبوك سنوات التسعينات؟ هذا ما أسميه بالمجزرة التاريخية”. وذهب محمد الأمين بحري إلى أبعد الحدود حين قال بأن فوز رواية ”مملكة الفراشة” التي هدمت البنية الزمنية بجائزة ”كتارا” أمام نصوص كبيرة أمر غير مقبول، معتبرا أن القائمين على الجائزة قاموا بمنحها لواسيني الأعرج وليس لنصه ”مملكة الفراشة”. وانتقد بحري رواية ”الرايس” لهاجر قويدري واعتبرها ”رواية بدون عقدة”، رغم أنها تحتوي عل معلومات تاريخية مهمة، ولكن حسبه، هذا غير كاف لأنها دمرت الجانب الفني مع غياب الجانب التقني في العمل، في حين نوه بحري بأعمال محمد مفلاح، قائلا بأنه روائي ذكي ويبحث في التاريخ الهامشي وهذا ما يتيح له التصرف في التاريخ كما يشاء ويكون له هامش الإبداع كبيرا، ونفس الأمر ينطبق مثلما قال بحري على الروائي محمد بن جبار الذي تناول في عمله الروائي الأول على شخصية هامشية واتخذها بوابة للتاريخ وعي تقنية نادرة. من جهته، قال الروائي محمد مفلاح أن الرواية التاريخية هي عمل سردي يحاول بناء مرحلة تاريخية معينة، مضيفا بأن العرب كانوا متخلفين في هذا النوع من الكتابة وجورجي زيدان اعتمد هذه التقنية ولكن التاريخ تغلب على الرواية في عمله. واعتبر مفلاح أن الأدب الفرنكفوني كان سباقا للرواية التاريخية مثل عبد العزيز فراح الذي كتب ”زفيرة” وغيرها من الروايات التاريخية الأخرى، والأمر لا يقتصر عليه فقط بل جاء معه روائيون يكتبون بالفرنسية كتبوا الرواية التاريخية كذلك، مضيفا: ”ليست لنا معرفة قوية بتاريخنا وهذا سبب ضعف الرواية التاريخية، وعندما نتحدث عن التاريخ يجب الحديث عن الرموز والتراث ويجب ذكر ما هو مغيب، وما يهم في كتابة الرواية التاريخية هو رؤية وقراءة ما هو مهمش”.