قال رئيس طلائع الحريات، علي بن فليس، إن الاحتفال بالذكرى ال54 لعيد النصر، لا يجري في ظروف عادية بالنسبة للجزائر، لأنه ”لا يتم في ظرف يمكننا من النظر فيه إلى المستقبل بدون قلق وبدون ضيق أو انشغال بشأن البلاد”. وأضاف بن فليس، أمس، خلال تنشيطه للقاء مع شباب حزب طلائع الحريات، بالبويرة، بمناسبة الذكرى 54 لعيد النصر، أنه لا يوجد سوى النظام السياسي القائم الذي يعتقد ”ويحاول أن يجعلنا نعتقد” بأن الدولة الوطنية ليست في خطر، وبأن الأمة غير مهددة واستقرار المجتمع ليس معرضا لأية هزات. وتابع بأنه خارج الدائرة الضيقة للسلطة السياسية القائمة وخارج الزبانيات التي ربطت مصيرها بمصير هذه السلطة، فإن كل الجزائريات والجزائريين يعلمون ”بأن بلدنا يواجه انسدادا سياسيا، ويعاني من أزمة اقتصادية خطيرة غير مسبوقة، وتجتمع في رحابه كل مكونات فقدان التوازن الاجتماعي الذي لا أحد يستطيع أدراك مداه ولا مضاعفات”. وأردف المتحدث أنه ”من حقنا وفي يوم كهذا، بل ومن واجبنا التساؤل عن مصير الإرث الثمين الذي تركته لنا الملحمة النوفمبرية الخالدة”، مضيفا أنه ”من المؤكد أن الجزائر هي دولة مستقلة وسيدة، لكن هل الشعب الجزائري هو فعلا صانع أمره وسيد مصيره على أرضه؟”. ليتساءل: هل تستفيد الجزائريات والجزائريون بشكل كامل من الثروات المعتبرة التي تزخر بها بلادهم التي تمكنوا من تخليصها من النهب الاستعماري والتي أصبحت اليوم مجال استنزاف يحمل أسماء عديدة أخرى منها: الرشوة والنهب والتبذير؟ وأكد رئيس طلائع الحريات أن الجزائر فشلت في الاستجابة لطموحات الشباب وعجزت عن الاعتراف بمكانتها المركزية في تدعيم أركان الدولة الوطنية، موضحا أن كل دول العالم تعتبر الشباب كنزا ثمينا يحافظ عليه ويستثمر فيه ”إلا عندنا حيث يعتبر الشباب حملا ثقيلا ومصدرا للإزعاج والمتاعب”، مبرزا أن النظام السياسي القائم يفضل شبيبة يعرف إسكاتها على شبيبة تعرف هي كيف تنطق وتعبر، كما أنه يميل إلى شراء جمود وتحجر الشباب بدل الاستثمار في حيويته وحركيته. بهذه الطريقة، يضيف بن فليس، يعتقد النظام السياسي القائم أنه المالك الوحيد لمفاتيح المستقبل بالنسبة للشبيبة، بينما المفروض أن تكون مفاتيح المستقبل بين أيدي الشبيبة نفسها، فالنظام السياسي القائم حسبه، حول الشبيبة وهي مرادفة للأمل والتطلع إلى ضحية لفقدان الأمل، مضيفا أنه ”لما فكرت في إنشاء حزب سياسي فإن كل أفكاري الأولى توجهت إلى الشباب”، مشيرا إلى أن الشباب الأقل من 45 سنة، يمثل ما يعادل نسبة 45 بالمائة من المندوبين في المؤتمر التأسيسي لطلائع الحريات، كما تضم اللجنة المركزية للحزب حسب بن فليس، 183 شاب تقل أعمارهم عن 45 سنة، أي ما يعادل نسبة 40 بالمائة، ويضم المكتب السياسي 11 شابا تقل أعمارهم عن 45 سنة، أي ما يعادل 30 بالمائة من تشكيلته.