تحاشى رئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، الحديث عن الحملة الشرسة التي شنتها وسائل الإعلام الفرنسية ضد رئيس الجمهورية عبد العزيز يوتفليقة، وبما قام به الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس، بنشر صورة للرئيس عبر شبكة ”تويتر”، وقال إنه ”ليس لدي أي تعليق بخصوص هذه القضية في الوقت الراهن”. وأبرز بن فليس، خلال مداخلته، أمس، بمناسبة انعقاد الدورة الثانية للجنة المركزية للحزب بزرالدة، أنه سيقوم بمناقشة كل القضايا والتساؤلات خلال الندوة الصحفية التي سيتم تنشيطها غدا، بمقر الحزب بالجزائر العاصمة، نافيا ما يتداول من قبل أحزاب الموالاة بكون المعارضة السياسية تقوم بالتهريج وليس بحوزتها أي برنامج واضح لتقديمه إلى الشعب، مؤكدا أن المعارضة تقترح حوارا سياسيا جامعا وأفقا ديمقراطيا حتميا كمخرج لأزمة النظام التي لم تعد تطاق والتي كلما طالت إلا وازدادت أخطارها على البلد. وأوضح المتحدث أن النظام السياسي الحالي المبني حسبه، على العجرفة والاحتقار والاستغباء والاستخفاف، لا يمكن بتاتا أن يمثل أفقا غير قابل للتجاوز، وتابع بأن ”هناك بالضرورة زمن لكل شيء، لكن الأزمنة المقبلة لن تكون أبدا للفشل المكرر والإخفاق المتجدد، بل هي بكل تأكيد أزمنة التغيير المنتظر والتجديد المأمول”، مضيفا أنه مهما كانت السياسات المخيبة للآمال التي تبناها النظام السياسي القائم فإنها لم تخلق أي شيء دائم وغير قابل للاستدراك، ورغم ضخامة الإخفاق، فإن تجاوزه جد ممكن عندما تحين مرحلة الإرادة والشجاعة السياسية، اللتين لا يمكن أن تتوفرا حسبه، إلا لدى رجال ومؤسسات ممثلة حقا للشعب. وتحدى بن فليس السلطة، قائلا إنه ”لن نطأطئ رؤوسنا أمام التهديد والتخويف، ولن ندع الإحباطات تؤثر فينا، ولن نكون شهود زور على المأساة التي ألمت ببلدنا، ولن نستسلم أبدا، ولن نقبل بالآلام التي يحس بها شعبنا والتي لا يستحقها”، مبرزا أن ”الرهانات الناتجة عن المرحلة التي تمر بها بلدنا، تتميز بخطورة استثنائية لكونها رهانات متعددة ومصيرية جاءت في محطة جد حساسة بالنسبة للأمة الجزائرية”، وواصل أنه ”في محيط تعددية سياسية ملوثة كما هو الحال في بلدنا، تصبح المعارضة مهما كانت مسؤوليتها وشرعيتها ومشروعيتها خصما وجب القضاء عليه، وتصبح الفكرة المخالفة مرفوضة بل منبوذة، ويغدو النقد مساو للقدح في الذات الملكية، وتتحول المطالبة العادية بتقديم الحساب إلى أخطر الأفعال اللاوطنية تشتم فيها على الدوام رائحة الأيادي الخارجية الكريهة وتستقرؤ من خلالها دون تردد مؤامرات عالمية خبيثة”. وأكد الرجل الأول في طلائع الحريات أن اختيار الاتجاه المعارض للسلطة لم يأت عبثا، مبرزا أنه ”عملنا السياسي متعلق بنشاط حزبنا في إطار المعارضة الوطنية، ولقد اختار حزبنا المعارضة السياسية الخلاقة والبناءة والمسؤولة والشريفة”، وتابع بأن ”المعارضة تنبه إلى الأخطار، لأن هناك أخطارا مهددة لبقاء الدولة الوطنية، ووحدة الأمة واستقرار المجتمع وسكينته، معارضة تلفت انتباه الجميع للأخطار السياسية والاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن الانسداد التام الحالي الذي يعرفه البلد”. وأوضح بن فليس أن هذا اللقاء ينعقد بعد انقضاء أكثر من سبعة أشهر على اعتماد الحزب، مؤكدا أن هذه الفترة الزمنية القصيرة قطع حزبه أشواطا معتبرة، وتمكن من فرض تواجده في المشهد السياسي الوطني رغم المضايقات، وأشار إلى أنه ومنذ عقد المؤتمر التأسيسي للحزب، نشط لقاءات جهوية بوهران، قسنطينة، عنابة، باتنة، سطيف، البليدة، بسكرة، النعامة، البيض، الشلف والبويرة، مبرزا أنه خلال شهر ماي المقبل، سينشط أربعة لقاءات أخرى بكل من خراطة، الأغواط، تمنراست وخنشلة.