تنظر محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة، غدا الأربعاء، في ملف تزوير ألفي شهادة ميلاد وجنسية جزائرية لفائدة رعايا فلسطينيين مقيمين بسوريا، مقابل تمكين موظّفين بالسفارة الفلسطينيّة بالجزائر، وموظفين فلسطينييّن بالسفارة الجزائريةبسوريا وأعوان إداريّين للحالة المدنية لبلديتي مسدور بالبويرة وسيدي نعمان بولاية تيزي وزو من الحلوى ”الشامية” ومبالغ ماليّة بالدينار الجزائري وبالليرة السورية. ويواجه المتهمون في الملف الذين بينهم رعية سوري من أصول فلسطينية وصهره، وموظف آخر بالسفارة، تهم جناية قيادة تنظيم أشرار والتزوير في وثائق رسمية باصطناع اتفاقات أونصوص أو التزامات أو مخالصات واستعمال المزور، والتزوير في وثائق إدارية واستعماله، والحصول بغير حق على دمغات صحيحة خاصة بالدولة الجزائرية ووضعها واستعمالها للإضرار بمصالح الدولة، ومنح موظف عمومي مزايا غير مستحقة بشكل مباشر، بهدف الحصول من إدارة عمومية على مزية غير مستحقة بالموازاة. وانطلق التحقيق في الملف بعدما وجهت مصالح وزارة الخارجية الجزائرية في ال 17 جوان 2014 إرسالية إدارية إلى المصلحة الولائية للشرطة العامة والتنظيم لأمن ولاية الجزائر، والتي حوّلت بدورها إلى مصلحة المساس بالممتلكات حول وجود معلومات خطيرة بخصوص تزوير واستعمال المزوّر مسّت شهادات الجنسية الجزائرية، استفاد منها أشخاص من أصول فلسطينية مقيمون بسوريا، قصد استخراج جوازات سفر جزائرية من السفارة الجزائرية المعتمدة بسوريا. وبتوقيف المتهم الرئيسي في الملف وهو رعية سوري من أصول فلسطينية بالمطار، تم ضبط بحوزته عدد معتبر من الطوابع الضريبية الجزائرية وشهادات ميلاد صادرة عن إدارات محلية جزائرية ووكالات عديدة وجوازات سفر تتعلّق بأشخاص فلسطينيّين، أفاد أثناء التحقيق معه بأنّه أحضرها معه لاستخراج شهادات الجنسيّة من محكمتي الحراش وسيدي امحمد، مقابل 5 آلاف ليرة سورية عن كل عائلة، بعدما يحرّر له أصحابها وكالات على أساس أنّ أجدادهم ذوو أصول جزائرية ويتكفل باستخراج شهادات الميلاد والجنسيّة ثم يعود بها إلى سوريا ويسلّمها إلى أصحابها، ليتقدموا لتسجيل أنفسهم أمام القنصلية الجزائرية بدمشق والهيئة العامة للاجئين الفلسطينييّن بدمشق والسفارة الجزائريّة المعتمدة بالأردن، للحصول على وثائق الهوية الجزائرية التي استفاد منها حوالي 2000 شخص، كما مكّن ما يزيد عن 60 شخصا من أقاربه من الحصول على الجنسية الجزائرية. كما صرح ذات المتهم أن شهادات الميلاد كان يستخرجها من بلديّات ولايات البويرة، وتيزي وزو، وڤالمة وأم البواقي بتواطؤ من موظّفين بها دون قيد شهادات الميلاد بسجلات الحالة المدنية، ومن المديرية العامة للشؤون القنصلية لوزارة الشؤون الخارجية بالجزائر، مقابل تقديم هدايا لهم تمثلت في الحلوى الشامية ومبالغ مالية بالعملة الجزائرية والسورية.