حذّرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، من تواصل تدهور وضع الأمن الغذائي والتغذية في اليمن وتحوّله إلى كارثة إنسانية، ما لم يُوفّر التمويل العاجل لتقديم المساعدات في الوقت المناسب في موسم زراعة الحبوب والخضروات، والصيد في الصيف، وتحصين الماشية قبل حلول فصل الشتاء. وقال بيان للمنظّمة، نُشر على الموقع الإلكتروني لإذاعة الأممالمتحدة، إنّ أكثر من نصف سكان اليمن (أي أكثر من 14 مليون) بحاجة ماسّة إلى ضمان الأمن الغذائي وتأمين سبل العيش، مشيرة إلى أنّ حجم المواد الغذائية المطلوبة في اليمن يفوق بكثير قدرة الجهات الإنسانية الفاعلة في البلاد، لذلك ينبغي أن تكون الزراعة جزءا من الاستجابة الإنسانية لمنع تدهور حالة الأمن الغذائي المتردية في اليمن. وأوضحت الفاو أن مساعدة الأسر على مواجهة تهديدات الأمن الغذائي يساهم في إنقاذ العديد من الأرواح، كما أن التدخلات الزراعية في حالات الطوارئ من شأنها الحفاظ على الأسرة، وأكدت على أهمية انتاج الغذاء وإدرار الدخل خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها. وقالت المنظمة إن من العوامل التي تؤثر سلبا على الأمن الغذائي انتشار الجراد الصحراوي، الذي يهدد سبل عيش أكثر من 100 ألف من المزارعين، والنّحالين والرعاة في خمس محافظات. كما تسببت فيضانات أفريل، في احتياج 49 ألف شخص إلى مساعدة عاجلة.يذكر أنّه منذ 26 مارس 2015، أعلن تحالف من 9 دول تقوده المملكة السعودية عملية عسكرية في اليمن أطلق عليها ”عاصفة الحزم” ضد جماعة الحوثي. وبدأ سريان وقف لإطلاق النار في 10 أفريل 2016، لكن انتهكته كافة الأطراف مرارا. وأثارت الطريقة التي يُخاض بها الصراع في اليمن حفيظة منظمات حقوقية بسبب ”الاستخفاف” بحياة البشر. واتّهمت العفو الدولية و”هيومن رايتس ووتش”، التحالف في أكثر من تقرير، باستخدام ذخائر محظورة دوليا، والقصف العشوائي للمدنيين العزل وتعمّد قصف المدارس، وضرب البنى التحتية، كما اتفقت على أنّ ما ترتكبه جميع أطراف الصراع من انتهاكات للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، قد يرقى إلى جرائم الحرب. وفي السياق، ستعقد الأممالمتحدة يومي 23 و24 من ماي بمدينة إسطنبول التركية، أوّل قمّة عالمية للعمل الإنساني، هدفها حشد الالتزام بالعمل لمنع الصراعات وإنهائها، وحماية المدنيين في كل مكان. وفي السياق، أفاد ستيفن أوبراين مندوب الأمين العام للشؤون الإنسانية، أنّ القمّة توفر فرصة هائلة لإبداء الإرادة السياسية القوية، وبحث كيفية التحرك لتحسين الاستجابة للاحتياجات المتزايدة، لاسيما وأنّه في عالم اليوم، يحتاج 125 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية، جراء الصراعات في ظل أخطر وأكبر أزمة نزوح منذ الحرب العالمية الثانية. ولفت أوبراين أن القمّة سبقتها مشاورات جرت على مدى نحو عامين ونصف مع حوالي 23 ألف شخص من مختلف مناطق العالم لضمان فعاليتها وقدرتها على معالجة هموم البشر.