أفادت السلطات البنغالية، صباح أمس، بأنّ منفذي الهجوم الإرهابي على مطعم "هولي أرتيسان" الشهير، الواقع بحي غولشان، الدبلوماسي في العاصمة البنغالية داكا، مواطنون بنغاليون وأن وبعضهم كان معروفا لدى السلطات الأمنية، التي كانت تلاحق خمسة من بينهم للقبض عليهم. وقال قائد الشرطة المحلية شهيد الحق للصحفيين في ساعة متأخرة من مساء السبت إن "كل المسلحين من بنغلادش، خمسة منهم مدرجون كمتشددين وقام مسؤولو أمنيون بعدة حملات لاعتقالهم". وأعلنت بنغلادش الحداد الوطني يومين ترحما على ضحايا الهجوم. وكان تسعة مسلحين على الأقل هاجموا المطعم، يوم الجمعة، واحتجزوا رهائن بينهم عدد كبير من الأجانب. وأعلن ناطق باسم جيش بنغلادش، أمس، أن المسلحين قتلوا عشرين رهينة أجنبيا معظمهم بالسلاح الأبيض، موضحا أن معظم القتلى يابانيون أو إيطاليون. وقال الناطق نعيم اشفاق شودوري "عثرنا على جثث عشرين شخصا قتل معظمهم بطريقة وحشية بأسلحة حادة". وقالت وسائل إعلام محلية، يوم أمس، بأن المتشددين اقتحموا المطعم الراقي الذي يرتاده بكثرة أجانب في الحي الدبلوماسي في ساعة متأخرة من مساء الجمعة وقتلوا 18 أجنبيا في عملية قتل جماعي منسقة، قال خبراء إنها مثلت مستوى من العنف والإجرام لم يُشاهد من قبل بنغلاداش، حيث نُكل بجثث الضحايا ومُزق معظمها إربا بمناجل، قبل أن تقتحم قوات الكوماندوس المبنى لتقتل ستة من المتشددين وتعتقل سابعا بعد مواجهة استمرت 12 ساعة". وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم، وذكرت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم أن عناصره قتلوا أكثر من 20 شخصا في الهجوم. لكن السلطات البنغالية اتهمت عصابتين إجراميتين محليتين سبق وأن افترقتا جرائم قتل بشعة، نُفذ معظمها بالمناجل استهدفت ليبراليين ومدونين وملحدين وأتباع أقليات دينية خلال ال18 شهرا الماضية، وأكدت عدم وجود صلات عملية بين المتشددين في بنغلادش وتنظيمات دولية، كما لم تعلق الشرطة على تبني داعش الهجوم. وقالت مصادر أمنية إن السلطات تحقق في إمكانية وجود صلات بين هؤلاء المسلحين وجماعات متطرفة خارج البلاد. ويشار إلى أنه قتل في الهجوم خمس نساء وأربعة رجال إيطاليين، في الهجوم الذي استهدف أول أمس مطعما يرتاده أجانب في العاصمة دكا، مشكلين بذلك أكبر عدد من الضحايا، كما لقي سبعة يابانيين نفس المصير. وأقيمت في روما مراسم عزاء لضحايا الهجوم، حيث أضيء قصر هضبة كابيتولين بلون العلم الإيطالي تكريما لأرواحهم. وقطع رئيس البلاد سيرغيو ماتاريلا زيارة لأمريكا اللاتينية عائدا إلى بلاده. ودعا ماتاريلا المجتمع الدولي لتحرك مشترك لمواجهة خطر الإرهاب، وقال في تأبينه لهم: "إن كل إيطاليا تتعاطف مع أسر الضحايا وتتضامن معهم. إن الإرهاب بشكله البربري اليوم يمثل الخطر الأكبر على العالم وهو يحتاج إلى تحرك مشترك من كل الجميع".