كشف منير عربية، مدير وكالة ربيع للسياحة والأسفار، أن اتخاذ تركيا كوجهة سياحية وغيرها من الدول التي عاشت أحداثا إرهابية لا يزال قائما من قبل الجزائريين، بل إن الوكالات تلقى إقبالا أكثر من قبل نحوها، مشيرا أن انخفاض الأسعار سبب رئيسي وراء ذلك. إن اختيار الوجهات السياحية أمر ليس اعتباطيا، فهو قائم على عدد من المعايير، وبعضها قد يبدو للوهلة الأولى غير مرتبط بالسياحة، ومن بينها السياسة، لكنه المعيار الرئيسي لدى البعض في تحديد مكان السفر. لتلقي الأحداث الإرهابية التي عاشتها بعض من الدول مؤخرا وألقت بظلالها على الوكالات السياحية الجزائرية بشكل طفيف، نظرا لكون أغلب زبائنها بقوا متمسكين بوجهتهم السياحية، خاصة ما تعلق بالرحلات التجارية التي سطرت مسبقا، في حين أن بعضا منهم مدد تاريخ الرحلة، أما الرهان الوحيد الذي يغير المسار السياحي لدى الجزائريين هو التكلفة المالية، حسب منير عربية. الغريب في الأمر، أن الدول التي تعيش توترا أمنيا تتخذ إجراءات مكثفة لحفظ قطاعها السياحي، في حين أن كثيرا من الجزائريين لا يبالون بعامل الأمن أكثر من مبالاتهم بطبيعة الأسعار، وفق ما أفاد به مدير وكالة ربيع للسياحة والأسفار. فعلى سبيل المثال، فإن شركة الخطوط الجوية التركية لم تفوت فرصة اتخاذ إجراءات جديدة بعد حادثة المطار الدولي بإسطنبول، فمن تسهيلات تخص إلغاء الغرامات المالية لجميع المسافرين الذين يعبرون نفس المطار، إلى إمكانية استرجاع ثمن التذاكر دون احتساب رسوم، خاصة أن تركيا تعيش عزوف السياح، كون المقبلين عليها من جميع دول العالم، ما جعل القطاع الاقتصادي بها يتكبد خسائر جمة، فالسياح الروس انخفضت نسبتهم ب 91.8 بالمائة، والألمان ب 31.5 بالمائة حسب ما أفادت به وكالة "رويترز". لتكون مثل هذه الأحداث كارثة حقيقية، خاصة في الفترة الصيفية التي تسجل فيها ذروة الرحلات السياحية. وحسب ما ذكرته أحد أشهر الصحف البريطانية، فإن صناعة السياحة تمثل 11 بالمائة من الناتج المحلي في تركيا، وتوفر فرص عمل لأزيد من 11 مليون شخص، أما صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية فقد ذكرت أنه تم إغلاق مئات الفنادق، وتم عرض منتجعات سياحية للبيع. تركيا تبقى وجهة سياحية مفضلة والجزائريون لا يهتمون بعامل الأمن أكد منير عربية، في تصريح ل "الفجر"، أن 70 بالمائة من السياح الذين استقبلتهم وكالة ربيع للأسفار وجهتهم تونس، وتحتل هذه الأخيرة بدورها المرتبة الأولى، تليها تركيا، ثم دول جنوب أوربا، والتي تعتبر وجهات سياحية مغرية لدى الجزائريين، لتمتعها بعديد الخدمات الراقية. ليشير ذات المتحدث في معرض حديثه أن اليومين الأولين بعد محاولة اغتيال الرئيس التركي تلقت وكالتهم اتصالات عديدة من قبل الزبائن بهدف إلغاء الرحلة أو تأخيرها، لكن أسعار الخدمات المقدمة حاليا في تركيا إلى جانب السلع المنخفضة جدا مقارنة بتونس والمغرب، أما سعر تذكرة الطائرة يبقى قارا لم ينخفض. وفي رده على سؤالنا حول عدم توجيه الوكالات السياحية الجزائريين نحو السياحة الداخلية، أجاب عربية أن "الجزائر لا تتمتع بقاعدة سياحية تجعلها وجهة مفضلة، فرغم طول الخط الساحلي إلا أننا لا نتوفر على مركبات سياحية وأجنحة صغيرة للكراء، المعروفة باسم "البنڤالون"، فهذه الأخيرة يتم استغلالها من قبل المصطافين عن طريق التعاقد بين شركة عملهم وإدارة المركبات السياحية، ناهيك عن المخيمات الصيفية التي أصبحت تخص فئة دون غيرها كالنشاطات الصيفية التي تنظمها الجمعيات، وغيرها من حجوزات الفنادق التي تلعب فيها الوساطة دورا رئيسيا، والتي لا تترك لنا حظا لضمان حجوزات لزبائننا"، كما أن السياحة الداخلية يضيف عربية تنشط بفضل الحمامات الطبيعية ومناطق الجنوب، وهذان الأخيران يتراجع الإقبال عليهما في الفترة الصيفية... وهكذا فإن الوكالات السياحية ليس لها دخل في طبيعة اختيار السائح لوجهته، لكن الخدمات المتوفرة والأسعار المحددة هي ما يحدد به الجزائريون اختيارهم لبلد الاصطياف.