سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تركيا: مجلس الشورى العسكري يجتمع اليوم لأول مرة بعد محاولة الانقلاب أخبار عن سعي غولن لمغادرة منفاه إلى مصر، أو المكسيك، أو كندا، أو أستراليا، أو جنوب إفريقيا
ينتظر أن يجتمع مجلس الشورى العسكري الأعلى التركي، اليوم الخميس، لأول مرة منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، على عكس المعتاد، في مقر رئاسة الوزراء التركية بقصر جانقايا، بدل الغرفة السرية الموجودة داخل مبنى رئاسة هيئة الأركان. وقالت وسائل إعلام محلية، إنه سيرأس الاجتماع رئيس الوزراء بن علي يلدريم، كما يشارك فيه فكري إيشك لأول مرة، بصفته وزيراً للدفاع، إلى جانب رئيس هيئة الأركان خلوصي أكار، وقائد القوات البرية صالح زكي جولاق، وقائد القوات البحرية بولنت بستان أوغلو، وقائد القوات الجوية عابدين أونال، وعدد من كبار الضباط في الجيش التركي. ويغيب عن الاجتماع أكين أوزتورك، قائد القوات الجوية السابق والعضو الحالي في مجلس الشورى العسكري، وآدم حدودي، قائد الجيش الثاني، بسبب اتهامهما بالضلوع في محاولة الانقلاب الفاشلة. وسيبحث المجتمعون تفاصيل محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت يوم 15 جويلية الجاري، إضافة إلى الترقيات والذين سيحالون إلى التقاعد والتعيينات الجديدة داخل القوات المسلحة. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، إنّ المجلس سينهي أعماله في يوم واحد، على عكس السنوات السابقة، التي كان يتواصل فيها الاجتماع على مدى ثلاثة أيام. ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن القرارات المُتّخذة في الاجتماع، عقب عرضها على رئيس الجمهورية، رجب طيب أردوغان لمصادقته عليها. وفي شأن ذي صلة، قال وزير العدل التركي بكير بوزداغ، مساء الثلاثاء، إنّ بلاده تلقّت معلومات استخباراتية حول عزم زعيم منظمة الكيان الموازي فتح الله غولن، مغادرة منفاه من الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى بلد آخر". وصرّح بوزداغ لإحدى القنوات التركية الخاصة، "نتوقّع أن يكون غولن قد خطط للهرب لإحدى الدول التي لا تربطها بتركيا اتفاقية إعادة المطلوبين"، لافتًا أنّ "هناك احتمالا أن تكون تلك الدول، هي مصر، أو المكسيك، أو كندا، أو أستراليا، أو جنوب إفريقيا". وأفاد بوزداغ أنّ امتناع الولاياتالمتحدة عن تسليم غولن إلى تركيا، من شأنه إلحاق الضرر بالعلاقات الثنائية القائمة بين البلدين. وأضاف بوزداغ أنّ بلاده " أرسلت 4 ملفات إلى واشنطن بشأن توقيف غولن على ذمة التحقيق وإعادته إلى تركيا، وأنّ السلطات الأمريكية أبدت استعدادها للتعاون مع تركيا في هذا الخصوص. وفي ذات الشأن، قالت رئاسة الأركان التركية، يوم أمس، إنّ 8 آلاف و651 عسكريا شاركوا في محاولة الانقلاب الفاشلة وأنّ هذا العدد يعادل 1.5 في المائة من عدد القوات المسلحة في البلاد، مضيفة أن الانقلابيين استخدموا 35 مقاتلة تابعة للقوات المسلحة و37 مروحية و74 دبابة و3 سفن. وبشأن القتلى، أعلنت السلطات التركية استحداث مقبرة لدفن الجنود والضباط الذين شاركوا في محاولة الانقلاب الفاشلة ولقوا مصرعهم فيها، أُطلق عليها اسم "مقبرة الخونة". وكانت رئاسة الوزراء التركية أصدرت قرارا بعدم السماح بإقامة جنازات للقتلى المشاركين في محاولة الانقلاب، وأثار الإجراء غضب بعض الأتراك على وسائل التواصل الاجتماعي، من باب احترام الأموات. ومن المتوقع أن تلغي بلدية إسطنبول فكرة التسمية، أو على الأقل ستزيل اللافتة من مدخل المقبرة المكتوب عليها "مقبرة الخونة". من ناحية أخرى، قرر مجلس الوزراء التركي تغيير اسم جسر البوسفور في اسطنبول إلى "جسر شهداء 15 جويلية". وشهدت العاصمة التركية أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر في الجيش، حاولوا خلالها قطع حركة المرور وإغلاق الجسرين الرابطين بين شطري مدينة إسطنبول الأوروبي والآسيوي، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفي الوقت نفسه حلقت مقاتلات على علو منخفض فوق سماء العاصمة أنقرة. وأكّد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أنها "محاولة غير شرعية" تقوم بها "مجموعة" داخل الجيش التركي وتوعد بأنهم سيدفعون "الثمن باهظا". وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه المطار والبرلمان ورئاسة الأركان، ومديريات الأمن، ما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب وسرّع في إفشال الانقلاب بعد 6 ساعات من بدايتها. وأعلن الرئيس رجب طيب أردوغان متوسطا حشدا من أنصاره في إسطنبول، الذين توافدوا بالمئات إلى الشوارع استجابة لندائه، عن "فشل الانقلاب على السلطة الشرعية في تركيا"، مؤكدا على بقاء أنصاره في الشوارع والميادين حتى نهاية شبح الانقلاب.