اعتبر المجلس الشعبي لولاية سكيكدة البيئة في ولاية سكيكدة غير سليمة ومهددة أكثر من أي وقت مضى من جانب عوامل داخلية وأخرى خارجية ما تزال قائمة ولم تتم معالجتها، وفي مقدمتها التلوث الصناعي الناجم عن الافرازات الكيماوية للمنشآت البترولية والغازية الواقعة في المنطقة الصناعية بالعربي بن مهيدي والمياه القذرة ومياه الصرف الصحي وغيرها التي يتم رميها في السواحل وبالقرب من الشواطئ الكبرى في سكيكدة وعزابة والقل والإفرازات الصناعية المتعددة زيادة عن رمي سوائل كيميائية ومواد خطيرة في العراء ومواد طبية مستعملة. أفاد تقرير أعدته لجنة تشكلت لهذا الغرض أن الاحواض المائية والمصبات والسدود والمحيطات المسقية والسلاسل الجبلية والغابية الواقعة في الجهات الغربية والجنوبية والشرقية للولاية، أصبحت عرضة للعديد من التجاوزات والأعمال المنافية للقواعد المعمول بها في ميدان حماية البيئة والحفاظ على الثروات الطبيعية. كما تتواصل الإفرازات السامة للنفايات الصناعية الناجمة عن المنطقة البتروكيماوية في ظل استمرار نقائص فظيعة في التصدي للتسيير البيئي للنفايات والتلوث المقلق للمياه السطحية والمياه الجوفية بسبب التفريغ غير المنظم للنفايات. 18 مؤسسة ذات أخطار كبرى من 13 بترولية أشار التقرير إلى وجود ثمانية عشر مؤسسة ذات أخطار كبرى، منها ثلاثة عشر مؤسسة بتروكيماوية بمنطقة العربي بن مهيدي وأخرى بالميناء، علاوة على وحدات تخزين الوقود، إضافة إلى مصنع حجار السود لإنتاج الإسمنت رغم إنجاز محطة لمعالجة المياه المستعملة بمعظم الوحدات الصناعية ومحطة لمعالجة الزيوت بمركب تمييع الغاز الطبيعي. وبالتوازي مع النقائص المشار إليها، تتعرض موانئ الصيد البحري في كل من سطوره والمرسى والقل مند فترة طويلة لملوثات مختلفة، من بينها وجود زيوت عائمة في المياه القريبة من أماكن الصيد والتفريغ الصحي لمختلف السفن وحطام هياكل للسفن قديمة منها، ما يعود للحرب العالمية الثانية في فلفلة ووجود سلع سريعة التلف معبأة داخل حاويات لمدة زمنية طويلة وعدم توفر محطة لامتصاص الغازات العائمة على سطح البحر والمنتشرة من السفن الراسية. وتساهم ثمانية وثلاثون معصرة للزيتون هي كذلك في مشاكل مضادة للبيئة والوديان القريبة منها، بينما يساهم أصحاب ستة وعشرون مذبحا للدجاج في رمي النقابات الصلبة والسائلة معا في الوسط الطبيعي، وتنبعث من وحدات إنتاج البيض وتربية الدواجن روائح كريهة تلحق أضرارا صحية بالسكان القريبين منها، ما يتعين نقلها إلى أماكن بعيدة عن التجمعات السكانية. المطالبة بالإسراع في إنجاز محطة تصفية المياه المستعملة والملوثة بعد أن طالبت اللجنة بالإسراع في إنجاز محطة تصفية المياه المستعملة والملوثة التي تعاني من تأخر كبير في الإنجاز، أشارت إلى أن بعض المصبات التابعة للصرف الصحي تصب مباشرة في الأودية وفي بعض السدود والشعاب، وهناك بلديات تفتقر للأحواض الخاصة بترسيب مياه الصرف الصحي، ما ولد فوضى واسعة في انتشار النقاط السوداء للصرف الصحي بالبلديات الريفية. يضاف إليها وجود قنوات للصرف قديمة جدا ومهترئة وغير قادرة علي استيعاب افرازات التوسع العمراني الكبير الذي تشهدها الولاية دون هوادة. وتلحق القنوات الموجودة داخل الأقبية والتابعة للصرف الصحي أضرارا بالبيئة، ما انفك السكان يثيرونها ويطالبون السلطات بإزالتها ونقلها إلى خارج العمارات لوضع حد لتكاثر الناموس والحشرات الضارة. وهو نفس الإشكال الذي تطرحه الإسطبلات الموجودة بالقرب من السكنات ومن أماكن تجمع المواطنين، والمعززة في ذات الوقت بانتشار كبير للرعي داخل المدن والمناطق الحضرية، وطرحت اللحنة إشكالية التلوث الجوي الناجم عن الافرازات الصناعية الغازية، حيث تمتد أعمدة عريضة وطويلة من المنطقة البتروكيماوية إلى مسافات بعيدة تزيد عن عشرين كيلومترا، وتثير تسمما للجو وتأثيرا شديدا علي البيئة وعلي المزروعات، حيث يشتكي الفلاحون من ضعف مردود الاشجار المثمرة القريبة من المنطقة الصناعية وموت الكثير منها قرب مدته القانونية. ومايزال مركب الإسمنت بحجار السود ينشر غبارا كبيرا يتطاير من المصنع إلى الأراضي الزراعية وإلى بساتين البرتقال والاشجار المثمرة الأخرى، ويحدث تأثيرا شديدا على الإنتاج. واستنادا لتدخلات أعضاء المجلس في النقاش العام الذي أعقب عرض التقرير، فإنه يتعين وقف ومنع تدفق مياه الصرف الصحي في سد القنيطرة والمتواصل إلى الآن، وإنجاز محطات لمعالجة المياه المستعملة بالسدود لتفادي التفريغ العشوائي في المصبات وتوسيع شبكات الري الفلاحي لتفادي استعمال المياه غير الصالحة في سقي الأراضي الزراعية ووقف التسربات المائية من شبكات التوزيع، وإيجاد الحلول الملائمة لها تفاديا لانتشار الأمراض المتنقلة عن طريق المياه. تلوث خطير في شواطئ بلديات القل وسكيكدة وعزابة طرح النواب مشكل تلوث شواطئ عين دولة بالقل ومصب واد الصفصاف وشاطىء جزيرة الماعز بسكيكدة وشاطئ واد ريغة بعزائه وشاطىء بن مهيدي بفلفلة، والتي تتلقى مياه الصرف الصحي على مدار العام بالرغم من أن هذه الشواطئ تشهد إقبالا كبيرا من جانب المصطافين. وطالب المجلس بضرورة التدخل من طرف الهيئات المعنية لإيجاد حل جذري للنفايات الصلبة والخطير المكدسة بجميع وحدات المنطقة الصناعية البتروكيماوية. كما ألح الأعضاء على والي الولاية بذل الجهد اللازم لإعادة فتح مصنع الزئبق بعزابه وتجهيزه ودعمه بالإمكانيات الضرورية لرفع الإنتاج وتشغيل يد عاملة مؤهلة ودعمه بالتجهيزات التقنية المتخصصة في مكافحة التلوث.