قرر حزب الأرسيدي بإجماع من أغلبية أعضاء المجلس الوطني للحزب المشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة لربيع 2017، وهذا بسبب صعوبة الظرف السياسي والجيواستراتيجي الذي تمر به البلاد وتسبيق المصلحة العليا للوطن على أي اعتبارات أخرى، هذا فيما دعت أقلية للمقاطعة لصعوبة اجتياز الاستحقاقات المقبلة بسهولة. وعلى الرغم من الانتقادات التي قدمها أعضاء المجلس الوطني للحزب في الاجتماع المغلق، المنظم أمس بنادي المجاهد، للظرف الذي ستجري فيه الانتخابات المقبلة، غير أنهم رفعوا شعار المشاركة، سيما وأن أحزاب معارضة ستدخل السباق المقبل، وفي مقدمتها حركة مجتمع السلم وبعض المنافسين الآخرين من نفس التيار مثلما هو الأمر مثلا للأفافاس الذي يحضر هو الآخر للاستحقاق ويؤجل الإعلان الرسمي عن دخوله. كما أكد أعضاء المجلس للأرسيدي، أن المقاطعة ممكن أن تلحق بالحزب خسارة سياسية وتمحوه من الخريطة في ظل كل ما تشهده الساحة السياسية. ومن بين الصعاب التي تناولها أعضاء المجلس الوطني في النقاش، انعدام كفة المنافسة مع التشكيلات التابعة للسلطة، وقلة الضمانات بعدم وقوع عملية التزوير خاصة بعد ما ورد في كل من قانون الانتخابات الأخير، وأيضا الهيئة المستقلة لمراقبة الانتخابات. ومن جانبه، سجل رئيس الحزب، محسن بلعباس، في كلمته الافتتاحية، تراجعا في المكاسب الاجتماعية في الجزائر وفي مقدمتها الحق في التقاعد، وارتفاع مستوى المعيشة لدى الأغلبية الساحقة من المجتمع. وأضاف بمناسبة اجتماع المجلس الوطني للحزب، أمس، بنادي المجاهد بالعاصمة لتناول نقطة المشاركة من الانتخابات من عدمها، وتقييم دوري لنشاط الحزب قبل نهاية السنة، أن الحزب على أبواب عقد المؤتمر العادي للحزب، وتقديم حصيلة النشاط وتجديد الهياكل، موضحا أن الأرسيدي ليس مجرد هياكل وإنما هو جسم سياسي يحلل ويقترح ويسطر أهداف، بناء على النقاش الديمقراطي الذي يفتح داخل الحزب. ولم يخفي المصدر الاهتمام الكبير الذي يوليه الحزب بالانتخابات التشريعية التي ستنظم الربيع القادم والتي ستكون متبوعة باستحقاقات محلية في شهر أكتوبر، موضحا أن استثنائية الظرف الذي تجتازه الجزائر على أكثر من صعيد هو من حمل الأرسيدي، على فتح نقاش وتوكيل المسؤولية للمجلس الوطني للحزب للفصل النهائي في قضية المشاركة في الانتخابات المقبلة من عدمها وتبعاتها. وقال محسن بلعباس ”أنه في الظروف العادية لا يطرح الحزب قضية المشاركة في الاستحقاقات المقبلة من عدمها، وعن الإمكانيات المتاحة لتغطية الحدث والتحالفات التي يمكن أن يبرمها، ليعرج بعدها ”أن الوضع ليس عادي بل استثنائي وفيه تحول وهو ما جعلنا نفتح النقاش”. وذكر بمقاطعة الحزب انتخابات المحلية 2002 وبعدها تشريعيات 2012، وشخص المشكل في وجود مناخ للتزوير، وذكر باقتراح الحزب لتشكيل هيئة مستقلة لمراقبة الانتخابات، ومساهماته في إطار تنسيقية الانتقال الديمقراطي للخروج من الأزمة الراهنة التي تعيشها الجزائر. وقال أن الاستعجال الآن في نظر الحزب، ليس الانتخابات وإنما تنظيم نقاش وطني والرهانات الاقتصادية والسياسية والجيو سياسية التي تهدد الجزائر، موضحا، أن قواعد الحزب انطلقت في هذا النقاش وفي تشخيص الخطر الذي يهدد البلاد في ظل ما يحدث بدول الجوار. وأضاف، بلعباس، أن موقف الحزب من الانتخابات القادمة، لن تغير من نضالاته الخاصة بحماية القدرة الشرائية للطبقات الهشة، عصرية المدرسة والجامعة بعيدا عن الفكر الظلامي والتطرف الديني لسنوات التسعينات، فضلا عن احترام حقوق الإنسان والحرية التعبير ووقوفه ضد اللاعدل واللامساواة بين الجزائريين والجهوية.