يخطط مسؤولون في منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك إلى عقد اجتماعات ولقاءات غير رسمية خلال الستة أسابيع المتبقية على الاجتماع الرسمي للمنظمة في فيينا شهر نوفمبر المقبل، لوضع التفاصيل النهائية لاتفاق لخفض الإنتاج الذي تم التوصل إليه في اجتماع الجزائر. قالت مصادر في منظمة البلدان المصدرة للبترول ”أوبك”، أمس الأول، لوكالة ”رويترز”، إن مسؤولين في المنظمة سيعقدون سلسلة اجتماعات غير معتادة في الأسابيع الستة المقبلة لوضع التفاصيل النهائية لاتفاق لخفض الإنتاج تم التوصل إليه في اجتماع الجزائر. وحسب ذات الوكالة، فإن هذه السلسلة من الاجتماعات التي تبدأ في اجتماع على مستوى الوزراء في إسطنبول، تشير إلى أن المنظمة باتت أكثر إصرارا على إدارة تخمة الإمدادات العالمية ودعم الأسعار. وفي البداية سيجتمع وزراء الطاقة من ”أوبك” مع بعضهم، وكذلك مع مسؤولين روس في محادثات غير رسمية بشأن إنتاج النفط في إسطنبول الأسبوع المقبل، مع استضافة المدينة التركية لمؤتمر الطاقة العالمي في الفترة من التاسع إلى الثالث عشر أكتوبر. وأفادت وزارة الطاقة الأذربيجانية أن اجتماع دول ”أوبك” مع المنتجين المستقلين سيعقد في إسطنبول في الثاني عشر من أكتوبر، وسيناقش الاجتماع جهود تقييد إنتاج النفط وستحضره روسيا والبرازيل وكازاخستان وأذربيجان والمكسيك وسلطنة عمان. ومن جهتها، ذكرت وزارة الطاقة الروسية نقلا عن الوزير ألكسندر نوفاك في بيان أمس الأول، أنها لا تتوقع التوصل إلى اتفاق بشأن تثبيت الإنتاج قبل اجتماع ”أوبك” المقرر في الثلاثين من نوفمبر. وأوضحت مصادر في ”أوبك” أنه من غير المتوقع اتخاذ قرار في إسطنبول، لكن مع ذلك فإن الاجتماع سيكون فرصة للمسؤولين كي يناقشوا الخطوة التالية بعد اتفاق الجزائر الذي تم التوافق إليه بعد جهود دبلوماسية مكثفة، وقال مسؤول في ”أوبك” يشارك في المحادثات، ”كنت مشغولا بشدة في الأسابيع الأخيرة”. ووافقت ”أوبك” في 28 سبتمبر على خفض الإنتاج إلى نطاق بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا، وهو أول خفض للإنتاج منذ الأزمة المالية العالمية في 2008. لكن الوزراء وضعوا جانبا مسألة تحديد حجم إنتاج كل دولة من الأعضاء البالغ عددهم 14 عضوا، مؤكدين أن القضية احيلت إلى ما اطلق عليه اسم ”لجنة رفيعة المستوى”. ومن المرتقب أن هذه اللجنة التي ستضم على الأرجح مجلس محافظي المنظمة وممثلي الدول، ستعمل على وضع تفاصيل الحصص المخصصة لكل دولة قبل اجتماع ”أوبك” المقبل على مستوى الوزراء في الثلاثين من نوفمبر، وقال مصدر آخر ب”أوبك”: ”الجميع سيكونون مشغولين حتى نهاية الشهر المقبل”. وأفادت مصادر في ”أوبك” أنه من المتوقع أن تعقد اللجنة اجتماعها الأول في مقر المنظمة في فيينا يومي 28 و29 أكتوبر، ويلي ذلك اجتماعات لمحافظي ”أوبك” لمناقشة استراتيجية المنظمة طويلة الأجل، التي جرى تأجيلها بسبب خلافات في العام الماضي، فضلا عن أمور إدارية أخرى في الفترة بين الأول والرابع من الشهر المقبل. وأضافت مصادر ”أوبك” أنه عقب ذلك سيعقد اجتماع فني لممثلي الدول الأعضاء في ”أوبك” في فيينا في الفترة من 23 إلى 24 نوفمبر ومن المحتمل أن يعقبه اجتماع آخر للجنة الرفيعة المستوى في 25 من ذات الشهر، وستقدم اللجنة بعد ذلك توصياتها للوزراء عندما يجتمعون في الثلاثين من الشهر المقبل. وأوضح محمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة أوبك، في كلمة ألقاها في الاجتماع الوزاري لمجموعة الأربعة والعشرين بواشنطن، أن المشاورات ما زالت مستمرة بين أعضاء ”أوبك” الأربعة عشر، مضيفا أن اللجنة رفيعة المستوى التي أطلقها مؤتمر ”أوبك” تمضي قدما في تنفيذ اتفاق الجزائر. وأشار باركيندو إلى أنه يجري اتخاذ خطوات لمواصلة تطوير إطار عمل لمشاورات رفيعة المستوى بين ”أوبك” والمنتجين المستقلين، ونعتقد أن هناك أرضية صلبة ومشتركة لجهود تعاون مستمرة بين المنتجين من داخل ”أوبك” وخارجها على السواء.