توقع خبراء ومراقبون لسوق النفط الدولية عودة الأسعار إلى ما دون 50 دولارا للبرميل، مرجعين ذلك إلى فشل المنتجين خلال 4 اجتماعات ولقاءات في تحديد مستوى إنتاجهم والالتزام بحصصهم في السوق، وهو ما يدفع بالحفارات الأمريكية إلى اغتنام الفرصة والرفع من مستوى إنتاجها. قال عبد المجيد عطار، المدير العام الأسبق لشركة "سوناطراك"، نقلا عن جريدة "العربي الجديد" اللندنية، إن "الجزائر التي لا تزال منتشية بنجاحها في إقناع دول أوبك بخفض الإنتاج في الاجتماع الذي احتضنته نهاية الشهر الماضي، يمكن أن ترى مجهودها يتبخر بفعل ارتفاع إنتاج النفط الصخري". ويوضح عطار أن تقليص أوبك للمعروض النفطي سيرفع سعر الخام، وهو أمر سيشجع الحفارات الأمريكية على رفع الإنتاج لتعويض الخسائر، التي تكبدتها مؤخراً جراء انخفاض أسعار النفط، وبالتالي ستعرف السوق تخمة في المعروض من جديد قد تدفع بالأسعار إلى النزول عن عتبة 50 دولاراً. وفي ذات الإطار يري عبد النور بلكامل، الخبير النفطي، وفق ذات المصدر، إن "توقعات ارتفاع المعروض تبقى قوية في ظل عدم التزام الدول بحصصها من السوق، بالإضافة إلى ظهور مؤشرات عن ارتفاع مخزون النفط الأمريكي فوق التوقعات، يضاف إلى هذا عامل النفط الصخري الذي ستُغرق به الشركات الأمريكية السوق للضغط أكثر على أسعار النفط". ويضيف الخبير ذاته أن هذه المؤشرات لا تخدم الجزائر، التي قررت وضع ميزانية عام 2017 على أساس سعر مرجعي لبرميل النفط يبلغ 50 دولاراً، ما يضطرها إلى مراجعة حساباتها. ومن جهة أخرى، أعلنت وكالة الطاقة الدولية، قبل أيام، أن النفط الصخري في الولاياتالمتحدةالأمريكية بحاجة لوصول سعر الخام لمستوى 60 دولاراً للبرميل، من أجل تسجيل زيادة كبيرة في نشاط المنتجين. ومع اتجاه منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" للاتفاق على تثبيت الإنتاج أو خفضه، سترتفع الأسعار وفق بعض التوقعات إلى ما بين 60 و70 دولاراً للبرميل، وبالتالي سيعود النفط الصخري إلى زخمه، بعدما تكيفت عدد من الحفارات أصلاً مع سعر 40 دولارا. ومن جهتها، وجهت السعودية عبر وزير طاقتها خالد الفالح، أول أمس، الدعوة إلى نظيره الروسي ألكسندر نوفاك لحضور اجتماع وزراء النفط الخليجيين في الرياض، وذلك في إطار جهود التعاون مع المنتجين غير الأعضاء في منظمة الدول المنتجة للنفط "أوبك" لجلب الاستقرار إلى سوق النفط. وقال الفالح، خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء دول مجلس التعاون الخليجي الستّ، إن روسيا من أكبر مُنتجي النفط في العالم ومن الأطراف الأكثر تأثيراً على استقرار سوق الخام، مضيفاً أن نوفاك رحّب بالدعوة كمؤشر واضح على الرغبة الصادقة لمُواصلة التعاون والتنسيق مع مُنتجي النفط ومُصدّريه من أجل مزيد من الاستقرار في السوق. وكان نوفاك قال، يوم الجمعة الماضي، إنه سيحمل معه "بعض" المقترحات إلى اجتماع الرياض. ومن جانبه، أعرب وزير النفط الإيراني بيجن زنغنة، أول أمس، عن أمله في أن تتوصّل روسيا والسعودية إلى اتفاق بشأن تنسيق إجراءات محتملة بسوق النفط العالمية. ونقل موقع أنباء وزارة النفط الإيرانية على الأنترنت عن زنغنه قوله: "آمل أن يستطيع الجانبان التوصّل إلى تفاهم، وأن تتوصّل روسيا والدول غير الأعضاء في أوبك إلى تفاهم بخصوص قرار أعضاء أوبك خفض إنتاج النفط"، مضيفاً أنه "بما أن أوبك قد توصّلت إلى اتفاق إطاري فينبغي بذل الجهود لكي تتّفق الدول غير الأعضاء في أوبك فيما بينها ".