* أكثر من 6 آلاف جريمة كراهية ناجمة عن التعصب ضد المسلمين في أوروبا * بن رقية ل”الفجر”: فوز ”ترامب” في الانتخابات الرئاسية الأمريكية يؤكد تسييس ظاهرة الإسلاموفوبيا
كشف تقرير أوروبي أن جرائم الكراهية الناجمة عن التمييز والتعصب ضد المسلمين في أوروبا، خلال العام 2015، وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، بحيث بلغت نحو ستة آلاف و811 جريمة في عدد من الدول الأوروبية. وأشار التقرير الصادر عن ”مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان” التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إلى زيادة تلك الجرائم إلى حد كبير، وأبرزها الاعتداء على المحجبات وإضرام النار في المساجد ودور العبادة. ويستند التقرير المعنون ب”تقرير جرائم الكراهية 2015”، في رصد الحالات التي ذكرها، إلى سجلات الشرطة وبيانات منظمات المجتمع المدني، في عدد من البلدان الأوروبية، وتم تصنيف الجرائم الواردة في التقرير تحت بنود ”جرائم الكراهية ضد المسلمين”، و”الاعتداء على الأشخاص”، و”التهديدات”، و”إلحاق الضرر بالمال”، وأوضح أن جرائم الاعتداءات على المحجبات والهجمات على المساجد وإضرام النار فيها، كانت الأبرز من بين تلك الجرائم، ولفت إلى أن الأحكام المسبقة على المسلمين تمتد لمئات السنين، إلا أن عوامل مكافحة الإرهاب، والأزمة الاقتصادية العالمية، والتعدد الديني والثقافي، رفعت حدة جرائم الكراهية ضدهم في الآونة الأخيرة. وجاء في التقرير أن الخطاب المعادي للمسلمين، ناجم عن الوصف الذي يدمج الإسلام بالإرهاب والتطرف، وعن تشكيل المجتمعات المسلمة تهديدًا للهوية الوطنية، وأن ثقافة المسلمين توصف بأنها الوحيدة التي لا تنسجم مع حقوق الإنسان والديمقراطية. وأبرز التقرير أنه حدثت في بريطانيا، وتحديدا في إنجلترا وويلز، 2581 حالة اعتداء خلال 2015، وشهدت فرنسا زيادة تقترب من ثلاثة أضعافها مقارنة بالعام السابق، إذ بلغت 460 جريمة في 2015، مقابل 153 عام 2014، وتم تصنيف تلك الجرائم على النحو التالي: ”الاعتداء بالضرب”، ”إضرام النار”، ”إلحاق الضرر بالممتلكات” و”أعمال تخريب وتهديد”، بحسب التقرير. وتعقيبا على التقرير، قال رئيس الاتحاد العام للجزائريين بالمهجر، سعيد بن رقية، في تصريح ل”الفجر”، إن ”قضية الإسلاموفوبيا هي مسألة مفتعلة ناجمة عن تسييس القضية من طرف الدول الإمبريالية وبتواطؤ من الإعلام الغربي وحتى العربي من أجل رسم خارطة طريق داخلية ودولية”، مستدلا بنجاح دونالد ترامب، في الرئاسيات الأمريكية بعدما نجح الإعلام المتواطئ - حسبه - في تشويه صورة المسلمين والمهاجرين، حيث حصد أصوات هؤلاء لصالحه. وفي رده على سؤال ”الفجر” حول دور الاتحاد في الحد من ظاهرة الإسلاموفوبيا، أكد بن رقية، أن الحل يكمن في تنظيم تظاهرات ومؤتمرات فكرية محلية ودولية لتعريف المجتمع الدولي بالإسلام وبمبادئه السمحة وتأسيس إعلام مواز يعمل على كسر الصورة المسيئة للإسلام، داعيا الدول العربية والإسلامية وكذلك التنظيمات الإسلامية والمجتمع المدني عامة، بالعمل في الميدان على تصحيح الأفكار والمطالبة بعدم استخدام الدين لأغراض وأجندات سياسية داخلية ودولية.