بدأ اليمين الفرنسي، أمس الأحد، التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية لاختيار ممثله في انتخابات الرئاسة المقبلة في عام 2017. ويخوض رئيسا وزراء شيراك وساركوزي السابقيا فرنسوا فيون وآلان جوبيه مواجهة حاسمة بعد ظهورهما كأبرز متنافسين في سباق ضم سبعة مرشحين في الجولة الأولى من الانتخابات. ويعتبر فيون الذي حقق فوزا مفاجئا في الدورة الأولى من انتخابات اليمين التمهيدية ليبراليا يسعى إلى تقليص دور الدولة في الاقتصاد ويتبنى برنامجا اجتماعيا راديكاليا محافظا. أما جوبيه وهو أكثر اعتدالا فيدعو إلى ”إصلاحات في العمق” من دون صدمات. ويبقى التحدي صعبا بالنسبة لجوبيه في ظل دعم ساركوزي )الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات) لفيون الذي لم تتبق له سوى ست نقاط كي يتجاوز النصاب المطلوب للجولة الأولى وهو 50 في المائة. وتقول مؤسسات استطلاع الرأي إن الفائز له مكان شبه مؤكد في جولة ثانية من انتخابات الرئاسة التي ستجرى في الربيع المقبل في ظل تدني شعبية اليسار الحاكم في عهد الرئيس الحالي فرانسوا هولاند الذي تدهورت شعبيته بشكل كبير. وسيواجه المنافس الفائز على الأرجح مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف الذي زادت شعبيته. يذكر أنّ النتائج الدورة الاولى من الانتخابات التمهيدية ليمين الوسط الفرنسي أظهرت فوز فيون بفارق كبير بنسبة 44.2 بالمائة من الأصوات، فيما حصل الان جوبيه على 28.4 بالمائة من الأصوات، وحصل رئيس فرنسا السابق نيكولا ساركوزي على 21 بالمائة فقط من الأصوات، عقب حملة انتخابية هيمنت عليها قضايا الإسلام والإرهاب والهجرة. ونظرا لعدم حصول أي مرشح على غالبية الأصوات (أكثر من 50 بالمئة) خلال الجولة الأولى، نظمت هذه الجولة من الانتخابات، والمرشح الذي سيخرج منتصرا فيها سيخوض رسميا سباق الانتخابات الرئاسية في 2017 باسم اليمين ويمين الوسط. وفي شأن آخر، قررت الحكومة الفرنسية تقديم حوافز مالية مغرية للاجئين والمهاجرين الذين يرغبون في مغادرة فرنسا طواعية والعودة إلى بلدانهم قبل نهاية العام الحالي. ونقلت ”لوفيغارو” عن المدير العام للوكالة الفرنسية للهجرة والاندماج ديديه ليشي أن حكومة بلاده ستمنح أي مهاجر يقرر العودة إلى بلاده ”طواعية” مبلغ 2500 يورو. وأضاف ليشي أن هذا العرض بمثابة ”حافز” من قبل مسؤولي الهجرة، يشمل أيضا بعض المزايا، ولاسيما تلك المتعلقة بقيمة تذكرة الطائرة للاجئ وتقديم المساعدة لإيجاد فرصة عمل في بلاده الأم، مشيرا إلى أن الأموال متوفرة للدفع إذا أراد هؤلاء اللاجئين مغادرة البلاد قبل 31 ديسمبر المقبل. وذكرت الوكالة الفرنسية أن ما يناهز 4 آلاف شخص استفادوا، في وقت سابق، من مثل هذه الحوافز، التي كانت تقدر ب650 يورو. وأوضحت الصحيفة أن الحكومة لجأت لهذه العروض، كونها أرخص من تكاليف عمليات الترحيل، على اعتبار أن ترحيل اللاجئين يتطلب مثولهم أمام قاض إداري ثم قاضي حريات، إضافة إلى دفع قيمة تذاكر 3 رجال شرطة يصطحبون المهاجر المرحَّل إلى بلاده.