شهدت في الآونة الأخيرة عدة مؤسسات تربوية تنامي ظاهرة الإعتداءات داخلها، سواء بين التلاميذ أو تلك التي تورط فيها أساتذة وكذلك بعض المدراء، خلّفت عاهات مستديمة للبعض وقرارات بالطرد النهائي لتلاميذ من مؤسسات تربوية. واقع مخيف يستوجب من كل أفراد الأسرة التربوية من إدارة، أساتذة ومعلمين، إلى جانب أولياء التلاميذ، العمل من أجل حماية التلاميذ من الآفات الخطيرة التي تهددهم، وإعادة الهيبة والإحترام إلى الحرم التربوي.. فلا يعقل أن يتوجه تلميذ إلى مدرسته وبحوزته خنجر، بعدما كان يصطحب معه في الماضي أقلاما وكراريس. تشهد المحاكم الجزائرية ارتفاعا متزايدا لقضايا الضرب والاعتداء التي راح ضحيتها عشرات الأطفال الذين اقتادوا أساتذتهم إلى قاعات المحاكمة، أين يقف القاضي في حيرة وهو يحاكم أستاذا شاب شعره في تربية الأجيال، وهو الذي درّسه يوما ما، ما دفع المختصين والأطباء إلى المطالبة بإعادة النظر في الظروف البيداغوجية والاجتماعية للأساتذة الذين دفعتهم الضغوط المهنية إلى ارتكاب أخطاء قضت على حصيلة سنوات طويلة من الجهد والعطاء. حالة من الأسى والحزن تنتابك وأنت تشاهد مربي الأجيال واقفا مطأطئ رأسه أمام القاضي تواجهه أصابع الاتهام، وهو مهدد بسنوات طويلة من السجن، بعدما تخرج على يده مهندسون وأطباء ودكاترة.. أستاذة تثقب أذن تلميذ في عين آزال.. وتوقيف مدير بعد اعتدائه على تلميذ تعرض تلميذ بذراع قبيلة في سطيف، إلى الضرب، من طرف مدير الثانوية، بسبب تأخر التلميذ عن الدراسة -حسبما أكدته مصادرنا. وحسب مصادرنا، فقد تدخل الأولياء لتهدئة الأمور وتنظيم حركة احتجاجية، لتقدم مديرية التربية على توقيف المدير تحفظيا، وتعيين من يتكفل بأمور المؤسسة، في انتظار مثول المدير أمام المجلس التأديبي بالجزائر العاصمة. وبإكمالية نصر الدين خالد بذراع قبيلة دائما، انهال تلميذ يدرس في الرابعة متوسط، بالضرب على المدير ومساعد تربوي، ليتم تحويله إلى مؤسسة أخرى. وفي نفس الإكمالية، أشبعت أستاذة لغة إنجليزية تلميذة تدرس سنة رابعة متوسط ضربا، مسببة لها كسرا في يدها. وببني ورثيلان، طرد تلميذ بسبب اعتدائه على أستاذ عن طريق كتابات حائطية مشينة. وفي جنوب الولاية، فقد تلميذ يدرس في متوسطة 18 فيفري بعين آزال، غشاء طبلة أذنه اليسرى، بعد تعرضه إلى الضرب من طرف أستاذة العلوم الطبيعية، ما أدى إلى فقدانه للسمع، عائلة الضحية قررت مقاضاة الأستاذة. مدير ثانوية يعتدي على تلميذ حافظ للقرآن الكريم بالبليدة رغم التعليمات العديدة التي أصدرتها وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت والقاضية بمنع ممارسة العنف سواءً اللفظي أو الجسدي ضد التلاميذ على مستوى الأطوار التعليمة الثلاثة، إلا أن بعض مدراء المؤسسات التربية ضربوا تلك التعليمات عرض الحائط وراحوا يتفننون في ضرب التلاميذ. ورغم تخصيص الوصاية لمجالس تأديبية مهمتها الأساسية النظر في المخالفات المسجلة من طرف التلاميذ، إلا أن ذلك لم يمنع مدير ثانوية محمد بوضياف بالعفرون بولاية البليدة من الاعتداء على تلميذ في شهر أكتوبر من سنة 2015، الذي تواصل مع إحدى الجرائد اليومية لعرض حالته عارضا شهادة طبية رسمية. وحسب والد الضحية، فإن أطوار الحادثة بدأت في المطعم المدرسي حيث كان التلميذ إسحاق بداخله، أين تفاجأ بالمدير رفقة أحد الأعوان وهو يداهمه بحجة عدم تمتعه بحق الاستفادة من الإطعام المدرسي، قبل أن يعتدي عليه بالضرب العنيف، وهو ما تسبب له بنوبة عصبية وفقدان للوعي استدعى بعد ذلك مباشرة نقله إلى المستشفى بشكل استعجالي. وقد تقدم والد الضحية مباشرة إثر هذه الحادثة بشكوى رسمية لدى مصالح الأمن. وذكر والد الضحية أن التلميذ إسحاق يشهد له الجميع بحسن السلوك والتربية الحسنة، كما أنه حافظ للقرآن ومواظب على الصلاة. ما يجعل التلميذ بعيدا كل البعد عن أي شيء. أستاذ يتسبب في نزيف داخلي برأس تلميذة ويدخلها في حالة غيبوبة هذا ما حدث لأستاذ مادة العلوم الطبيعية الذي دفعته الظروف والضغوط إلى التعدي جسديا على تلميذة عمرها 13 سنة من داخل المؤسسة التربوية، ليتابع قضائيا بتهمة الضرب والجرح المؤدي إلى عاهة مستديمة، حيث حركت الشكوى لدى مصالح الأمن بتاريخ 07 أفريل 2008، من طرف والد الضحية الذي أبلغ عن جريمة اعتداء ضد ابنته المتواجدة بمستشفى سليم زميرلي في العاصمة، أصابها نزيف داخلي بالرأس ودخلت في حالة غيبوبة. وتم تحميل الأستاذ كافة المسؤولية، والذي اتهم بضرب الضحية، بعد شهادة إحدى التلميذات التي تدرس مع الضحية بذات الصف. هذه الأخيرة أخبرت والد الضحية أن مدرس العلوم قام بضرب ابنته، التي وجدها في حالة لاوعي، فسارع لنقلها إلى المستشفى وقدم بعد ذلك شكوى ضد الأستاذ. معلمة تتسبب لتلميذ في فقدان بصره لارتطام رأسه بحافة الطاولة في قضية أخرى فقد البرعم ”ع. محمد” المنحدر من ولاية ورڤلة بصره بصفة نهائية، وضاع مستقبله بعد أن فقد عينه اليسرى نتيجة تعرضه للضرب من قبل معلمته مسببة له عاهة مستديمة. قصة مأساوية لطفل بريء قضت معلمته بإحدى مدارس الولاية على أحلامه وآماله حين انهالت عليه ضربا وعمره ثماني سنوات، بعد حدوث فوضى في القسم من بعض الأطفال المشاغبين ليدفع ثمنها. فبصفعة واحدة قاسية وقوية ارتطم وجه الصبي بحافة الطاولة ونزف دما بعد أن أصيب في عينه اليسرى. والغريب أن المعلمة انتظرت إلى غاية انتهاء ساعة الدوام الرسمية، لينقل إلى المستشفى بعد مغادرته قاعة الدراسة من قبل فاعل خير، بلغ الخبر مسامع والديه فتم رفع شكوى ضد المعلمة التي رفضت الاعتراف بالواقعة بالرغم من شهادة زملائه التي لم تؤخذ بعين الاعتبار، وتم محاكمة المعلمة أمام محكمة الجنايات، وصدر قرار بانتفاء وجه الدعوى، بالرغم من الطعن المقدم من قبل الضحية الذي تم رفضه، ليبقى الطفل مشوّه الوجه بنسبة 60 بالمائة وضاعت حقوقه. يعتدي على تلميذه ويتسبب في إفقاده حاسة السمع جاء الاعتداء هذه المرة من قبل معلم بالطور المتوسط، حين أقدم الأستاذ ”ح.ح” بضرب تلميذه البالغ من العمر 14 سنة والتهجم عليه، مسببا في إصابته بثقل في السمع وعجز قدره 10 أيام. الحادثة وقعت بتاريخ 18 فيفري 2010 في حدود الواحدة والنصف بعد الزوال، عندما سمع الأستاذ ضجيج وصراخ في القسم المجاور أثناء حصة اللغة العربية، والذي يدرس به التلميذ الضحية. حيث انفلت الوضع من يد الأستاذة ولم تتمكن من التحكم في التلاميذ، فتدخل المتهم في قضية الحال وحاول تهدئتهم ثم أرسل إحدى الطالبات إلى مكتب المراقب العام الذي جاء مصحوبا بمجموعة من الأساتذة وطلب من التلاميذ المشاغبين، والمتسببين في الفوضى وعددهم 9 من بينهم الضحية الخروج من القسم، ومرافقته إلى المكتب كي يسلم لهم استدعاء لحضور أولياءهم، فامتثل الجميع باستثناء ”ب.م” الذي راح يصرخ ويتلفظ بكلام قبيح على مسامع الأساتذة وزملائه، فاضطر المتهم إلى جره من ثيابه كي يخرجه من القسم حتى يكون عبرة لزملائه، بمجرد رجوع الضحية إلى المنزل روى لوالده الحادثة. وبتاريخ 20 فيفري من نفس العام، أودع شكوى لدى مصالح الأمن صرح فيها أن ابنه تعرض للضرب والتعذيب على يد معلم الرياضيات مقدما شهادة من الطبيب الشرعي، تثبت عجزه لمدة 10 أيام، وأن المعلم صفعه على وجنته، فأحدث له ثقلا في السمع. غير أن الضحية في محاضر الشرطة كان قد أفاد أن الأستاذ دفعه على الطاولة فارتطمت بصدره وهو مغاير لتقرير الطبيب الشرعي. معلمة تعتدي على تلميذ بأنبوب مطاطي استعملت معلمة الطفل في الصف الأول ”أمجد” المنحدر من ولاية خنشلة، أنبوبا مطاطيا في تنفيذ اعتدائها على البرعم الصغير، مسببة له أضرار جسيمة على مستوى ذراعيه، صدره وبطنه وحتى رأسه دون رحمة ولا شفقة، بدون سبب كلفه تورم وكدمات خطيرة نتيجة الضرب المبرح. كتم الصبي الألم ورفض العودة إلى المدرسة، إلا أن والدته اكتشفت جريمة ارتكبت في حق فلذة كبدها، حين استفسرت عن سبب امتناعه مزاولة الدراسة. الحادثة الأليمة هزت أولياء التلميذ، الذين قيّدوا شكوى بعد عرض ابنهما على طبيب شرعي، حرر له شهادة عجز لمدة 9 أيام وشهرا كاملا من طرف الطبيبة النفسانية، نتيجة الصدمة النفسية العنيفة وحالتي الخوف والذعر الشديدين اللتين حالتا دون التحاقه بمقاعد الدراسة، فهل ستعاقب الفاعلة ويتم اتخاذ إجراءات ردعية ضدها؟. قصة ”محمد” انطلقت إثر معاناته من مرض في عينيه وخضوعه لعلاج ومتابعة طبية مكثفتين، استدعت ارتداءه لنظارات طبية كون رؤيته ضئيلة. وخلال فترة الراحة قرر اللعب مع زميله في ساحة المدرسة لعبة الشرطي واللصوص، ليمسك أثناء اللعب بمئزر زميله الذي تمزق، لتتدخل المعلمة وصفعته بقوة، أين تضرر من عينيه. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أرسلت المئزر الممزق معه للبيت، وهو ما أزعج الأب الذي قرر مرافقة ابنه على الساعة الواحدة إلى المدرسة. وبمجرد مقابلته لمعلمة ابنه عبّر لها عن استيائه ورفضه مد يدها على ابنه مرة ثانية، خاصة مع وضعيته الصحية المتدهورة، لكنها عاودت صفعه أمام والده مرتين، وأبلغته أن ابنه قليل الأدب، وراحت تهدده وتتوعده بزوجها باعتباره ضابط شرطة. وبعد الحادثة ازداد الوضع الصحي للطفل ”محمد” تأزما، استدعى عرضه على طبيبه الخاص الذي حرر له شهادة طبية وعجز لمدة 15 يوما بعد إصابته بآلام حادة، وتم إيداع شكوى ضدها، إلا أنها حاولت التملص من المسؤولية خلال الجلسة وتكذيب الاتهامات، مؤكدة أنها كانت تربطها بوالد التلميذ علاقة حسنة وأنها استقبلت الأب بالرغم من أنه ليس اليوم المخصص للاستقبال وبأن الأب كان غاضبا، وأنها لم تلحق ضررا بالتلميذ.