أكدت مصادر إعلامية أن الجزائر بدأت وساطة جديدة تشمل مختلف الأطراف الليبية، موضحة أن مسؤولين جزائريين استمعوا إلى وجهة نظر رئيس مجلس النواب عقيلة صالح في أسباب تعثر الحل في ليبيا، مشيرين إلى أن السراج سيزور الجزائر للهدف نفسه. كشفت المصادر عن ”قبول مبدئي” من جانب عقيلة لفكرة تشكيل مجلس رئاسي جديد، لكن بغير التشكيلة الحالية، مضيفة أن ”رئيس مجلس النواب تمسك بضرورة إعادة النظر في الاتفاق السياسي وتحديدًا المادة الثامنة، التي تنص على تعيين وزير دفاع من المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق”. وكان عقيلة زار الجزائر مطلع الأسبوع، حيث رأى مسؤولون التقاهم ضرورة انتهاج حوار شامل لا يقصي أحدًا في سياق تجسيد المصالحة الوطنية”. وقالت مصادر إعلامية: ”يُعتقَد أن الجزائر تحض الليبيين على إشراك مسؤولين في النظام السابق ضمن مشروع المصالحة، اعتقادا منها بأن فشل المصالحة قد يمنع ليبيا من تحقيق أهداف محاربة الإرهاب عبر منع رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي”. والتقى عقيلة صالح خلال الزيارة كلاً من رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية الجزائري عبدالقادر مساهل. وربط مراقبون الوساطة الجزائرية بزيارة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلي الجزائر، التي تلت زيارة عقيلة صالح، ثم لقائه بالرئيس بوتفليقة، حيث أعلن الطرفان دعمهما المجلس الرئاسي ”من أجل تحقيق الاستقرار وتجاوز الأزمة ”، حسب بيان رسمي، كذلك الأمر مع الزيارة المرتقبة للسراج إلى الجزائر في وقت لاحق. في غضون ذلك، تلقى القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر خلال الزيارة دعماً روسياً جديداً لجهود الجيش الوطني الليبي في ”مواجهة الإرهاب ”، فضلاً عن فتح نافذة غير مؤكدة لتلقي مساعدات عسكرية تساعد في تحقيق الأمن بالبلاد. وخلال استقباله حفتر في مقر وزارة الخارجية، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن ”موسكو تقيِّم عاليا دور العسكريين الليبيين في الدفاع عن استقلال ليبيا”. وأكد لافروف أن الجانب الروسي يدعو دائما إلى البحث عن سبل للمصالحة الوطنية في ليبيا، بمراعاة القرارات التي أصدرها مجلس الأمن الدولي، ولفت إلى أهمية تبادل التقييمات حول هذه الأمور.