أوعز وزير الدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى الجهات المختصة بوقف الاتصالات واللقاءات المدنية مع ممثلي السلطة الفلسطينية. ونقل إعلام الاحتلال أنّ هذا القرار لا يشمل التنسيق الأمني مع أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية. وجاء قرار ليبرمان على خلفية القرار 2334 ضد الاستيطان الذي مجلس الأمن الدولي، بأغلبية ساحقة، مساء الجمعة. وصوّتت لصالح القرار 14 دولة، فيما امتنعت واشنطن عن التصويت دون استخدام الفيتو. كما أوقفت حكومة الاحتلال، صرف مخصصات مالية كان من المقرر أن تقدمها لمؤسسات تابعة للأمم المتحدة على خلفية قرار مجلس الأمن. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريح نقله تلفزيون الاحتلال، مساء السبت، إنه سيتم وقف صرف 30 مليون شيكل (نحو 7.89 مليون دولار) كانت مخصصة لخمس مؤسسات تابعة للأمم المتحدة لم يسمها ردا على قرار مجلس الأمن. وجدد نتنياهو رفضه ”التام” للقرار، معربا عن اعتقاده ”بسقوطه” فور استلام الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مهامه في 20 يناير المقبل. صحيفة أمريكية: وأخيرا تمكن أوباما من نتنياهو وفي السياق اعتبرت صحيفة ”وول ستريت جورنال” الأمريكية: ”إن الخطوة الأميركية تمثل واحدة من اللحظات الأبرز التي تميز إدارة أوباما، وأنها تعبر عن مدى قدرته غير العادية على توظيف السياسات المتعلقة بالقضايا العامة في الخصومات الشخصية”. وأضافت أن عداء أوباما لنتنياهو يعتبر أمرا معروفا، وأن خطوة أوباما تكشف عن مدى عداوة إدارته لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وهي الإدارة التي لم تعد بحاجة إلى أصوات اليهود، وأن أوباما تمكن في النهاية من معاقبة تل أبيب بطريقة لم يسبقه إليها أي رئيس أمريكي. وتابعت الصحيفة أن أي جهد لإلغاء هذا القرار الأممي، مآله الفشل، وذلك بسبب الفيتو الذي ستستخدمه روسيا أو الصين. وكان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أعلن ، مساء الجمعة، رفض حكومته للقرار، واصفاً إياه ب”السخيف”. وقال في بيان: ”إسرائيل ترفض قرار مجلس الأمن، وهو قرار حقير... لن نخضع لهذا القرار، وهو غير ملزم لنا”. وأضاف البيان: ”إدارة أوباما، لم تفشل فقط في الدفاع عن إسرائيل أمام هوس الأممالمتحدة في إدانتها، بل تعاونت أيضا معها لتنفيذ ذلك”. وفي هذا السياق انتقد نتنياهو سياسات الرئيسين الأمريكيين الحالي باراك أوباما والأسبق جيمي كارتر حيال إسرائيل. وكان كارتر طالب من أوباما الاعتراف بالدولة الفلسطينية قبل مغادرته البيت الأبيض. وكشف مصدر في الحزب الجمهوري الأمريكي أنّ ترامب تعهد مجددا بتسريع خطوات نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، ردا على القرار الدولي ضد الاستيطان. وقال المصدر لصحيفة ”الشرق الأوسط” اللندنية أن الرئيس المنتخب عبر لمقربين منه عزمه القيام بزيارة رسمية للمدينة المقدسة العام المقبل باعتبارها عاصمة ”إسرائيل”. وأضاف ان ترامب أعرب عن غضبه الشديد من صدور القرار المذكور، بعد أن كان واثقا من أنه قد أجهضه من خلال إقناع مصر بتأجيل طرحه للتصويت عليه في مجلس الأمن الدولي إلى ما بعد رحيل إدارة باراك أوباما في الشهر المقبل. عليه قطع العلاقات أيضا مع بريطانيا وفرنسا وروسيا ! ومن جانبها، حمّلت عضو الكنيست، وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، تسيبي ليفني، السبت، نتنياهو مسؤولية القرار وقالت إنّه ”يعمل على عزل إسرائيل دوليا”. وجاء ذلك في تغريدات نشرتها ليفني عبر حسابها على موقع ”تويتر”، تعليقا على إعلان إلغاء الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها رئيس الوزراء الأوكراني فولوديمير جرويسمان، إلى تل أبيب خلال أيام. وقالت ليفني ”وفقا لهذا المبدأ، فإن على نتنياهو أن يقطع العلاقات مع بريطانيا وفرنسا وروسيا؛ فهم صوتوا أيضا لصالح القرار ”. وطالبت ليفني، في تصريحات سابقة، نتنياهو، ب ”التنحي والعودة إلى البيت”. وينص مشروع القرار على أن إقامة الاحتلال إسرائيلي للمستوطنات ”ليس له سند قانوني ويمثل انتهاكًا صارخًا بموجب القانون الدولي، وعقبة رئيسية أمام تحقيق حل الدولتين وإرساء سلام عادل ودائم وشامل”. ويؤكد على أن وقف كل الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية بات ”ضروريا لإنقاذ حل الدولتين”، ويطالب تل أبيب بوقف أعمال البناء في المستوطنات نهائيا. واعتبر مراقبون الموقف الأمريكي ”طلقة الوداع” من الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي تدهورت علاقته برئيس الوزراء الإسرائيلي. وجاء التصويت بمبادرة من أربع دول هي نيوزيلندا وماليزيا والسنغال وفنزويلا، وتناول مشروع قرار كانت اقترحته مصر الخميس قبل أن تتراجع بضغط من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.