الفلسطيني سلام فياض رئيس الحكومة وإطار البنك الدولي الأسبق، ينتظر تعيينه من قبل الأمين العام الجديد للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مبعوثا جديدا للأمم المتحدة إلى ليبيا، خلفا للألماني مارتن كوبلر الذي لم ينجح في حل الأزمة الليبية منذ تعيينه نهاية السنة قبل الماضية لهذا المنصب. لم أفهم سبب تعيين فياض لهذا المنصب، وهو المعروف عنه بأنه رجل أمريكا التي سبق وباركت تنصيبه رئيسا لحكومة الطوارئ الفلسطينية سنة 2007، المنصب الذي احتله إلى غاية 2013، وقبلها لما عين وزيرا للمالية في الحكومة الفلسطينية، فقد كان أيضا رجلها في صندوق النقد الدولي. فهل الذي فشل في لم شمل الفلسطينيين سينجح في حل أزمة معقدة كالأزمة الليبية؟! ألم يبق سلام فياض على رأس حكومة الطوارئ الفاقدة للشرعية مثلما يسميها البعض لأنها جاءت خلفا لحكومة حماس، أزيد من ست سنوات كاملة، وما زالت السلطة الفلسطينية بعد كل هذه السنوات تواجه التشتت، حكومة حماس في غزة غير معترف بها دوليا تقبض على رقاب الفلسطينيين هناك، وتفرض عليهم حصارا أصعب من الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع، وسلطة في الضفة تواجه كل يوم تقويض هيبتها أمام تمدد المستوطنات ونهب الأراضي الفلسطينية، وتشتت الصف الفلسطيني وغرق رجالها في الفساد. فهل سيقبل الليبيون على اختلاف مواقعهم برجل فشل في بلاده، ويجلسون حوله إلى مائدة الحوار ووساطة، والمثل يقول اللي ما فيهش خير في أهله ما فيهش خير للناس؟! ثم ماذا سيقدمه خبير مالي من حلول في أزمة أمنية ودولة بحكومتين هناك، وجيش في قوة حفتر؟ أكيد أن الليبيين سيرفضون هذا التعيين، خاصة وأن الأمين العام للأمم المتحدة لم يستشرهم في الأمر واكتفى بمراسلة مجلس الأمن بهذا الاقتراح. الأزمة الليبية حلها بين الليبيين وحدهم، وسيطول أمدها ما دام كل طرف من أطرافها تحركه أجندة خارجية، ترفض الطرف الآخر، فقد سبق لاتفاق الصخيرات رفض خليفة حفتر، وهذا الأخير فرض نفسه على الأرض بقوة الجيش الذي يترأسه والذي يقول إن قوامه 50 ألف جندي، وتمكن من نسج علاقات مع مصر ومع روسيا مؤخرا، لكن ورغم زيارته لها منذ أسابيع، فإنه ما زال لم يتجاوز خلافاته مع الجزائر. لا أدري ماذا سيكون موقف فياض من القذاذفة، لكن الأرجح وبما أنه معروف عنه أنه رجل هيلاري، لن يشرك قبيلة القذاذفة في البحث عن حل للأزمة الليبية وهكذا يوقع فشله في المهمة، لأن لا حل في ليبيا دون إشراك آل القذافي. فلسطيني لبحث حل الأزمة الليبية!