قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة مع قناة ”مير”، نشرت أمس، أن العلاقات بين روسياوالولاياتالمتحدة قد ”تدهورت” منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي. وردا على سؤال لشبكة مير 24 الإخبارية حول العلاقات بين واشنطنوموسكو، أجاب بوتين: ”يمكن القول أن درجة الثقة في علاقاتنا على صعيد العمل، وخصوصا في المجال العسكري لم تتحسن، وإنما تدهورت”. وردا على سؤال عن الاتهامات الموجهة لدمشق بشن هجوم كيماوي في محافظة إدلب، أكد بوتين إن الحكومة السورية تخلصت من مخزونها من الأسلحة الكيماوية. ويرى الرئيس الروسي أن هناك تفسيرين للحادث وهما إما أن ضربات جوية للحكومة السورية أصابت مستودعا للأسلحة الكيماوية تابعا للمعارضة، ما أدى لانبعاث غاز سام، أو أن الحادثة مختلقة لتشويه صورة الحكومة السورية.وندّد الرئيس الروسي بمسارعة حلفاء واشنطن لتأييد ضرباتها ضدّ مطار الشعيرات السوري، قائلا إن ”الحلفاء في الناتو يتحركون بالإيماء كما الدمى الصينية، دون تكليف أنفسهم عناء تحليل الوضع”. وتساءل بوتين أين الأدلة على أن القوات السورية استخدمت الأسلحة الكيماوية؟ إنها غير موجودة ببساطة، بينما انتهاك القانون الدولي حقيقة واضحة مثبتة بالوقائع والبراهين”. واعتبر الرئيس الروسي أنه تمّ ضرب دولة ذات سيادة، من دون الحصول على تفويض من مجلس الأمن الدولي. لكن، وعلى الرغم من أن هذا يشكل انتهاكا واضحا للقانون الدولي، ”فإنهم جميعا اتفقوا على قبول ذلك وبدأوا الإيماء برؤوسهم وإعلان دعمهم”. وشبّه بوتين ذلك بما حدث في العام 2003، عندما اختلقت واشنطن ذريعة أسلحة الدمار الشامل الواهية لغزو العراق. وشدّد الرئيس الروسي أنه ”ينبغي على سلطات بلاده بذل قصارى جهودها للحدّ من عودة المسلّحين المتشدّدين المشاركين في نزاعات خارجيّة إلى البلاد”، موضحاً أنّ ”قواتنا تقاتل الإرهابيّين الدوليّين خارج روسيا. وأضاف بوتين أن هناك 20 الف مسلحا أجنبيا يقاتلون في صفوف تنظيم ”داعش” الإرهابي في سوريا، من بينهم 10 آلاف مسلح من بلدان رابطة الدول المستقلة، وحوالي 5 آلاف مسلح من دول آسيا الوسطى. ولفت إلى أن ذلك يشكل خطرا كبيرا، وقال ”نحن نفهم حجم الخطر ويجب أن نقوم بكل ما يمكن للحد منه، حتّى لا يتمكّن أحد منهم من العودة إلى بلادنا”. وأعرب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن أمله في أن روسيا لن تضطر لاستخدام وحداتها العسكرية المتواجدة في طاجيكستان لتسوية الوضع في أفغانستان. وأعلن بوتين أنّ ”بلاده ستمنع وقوع ”ثورات ملونة”، سواء في روسيا أو في دول ”منظمة معاهدة الأمن الجماعي”، وقال بوتين: ”إنه اتجاه بالغ الخطورة” لكافة دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي. مشيرا إلى أنه كانت هناك محاولات لتسلل المسلحين من أفغانستان. وتابع: ”نحن نعي جيدا مدى خطورة ذلك على بلدنا، على روسيا. وليس من قبيل الصدفة تتواجد قاعدتنا العسكرية 201 في طاجيكستان، إنه عامل هام للاستقرار في المنطقة، لأن الخطر الأول بالطبع خطر الإرهاب، وهو كبير جدا من الاتجاه الأفغاني”. وأضاف القول: ”نعول كثيرا على أننا لن نضطر أبدا لاستخدام قواتنا المسلحة بما في ذلك وحدات القاعدة العسكرية 201 في طاجيكستان”. يذكر أنّ مصطلح ”الثورات الملونة” المجازي، يطلق على تحرّكات احتجاجية وحالات عصيان مدني وأعمال شغب تدار بتمويل وتوجيه خارجي، ويستخدم المشاركون فيها أوشحة ذات ألوان محدّدة وزاهية كرمز لهم ومن أجل التمويه على الأيادي السوداء الّتي تقف وراءهم”. وفي السياق اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لنظيره الأميركي ريكس تيلرسون أن بلاده تريد معرفة ”النيات الحقيقية” للولايات المتحدة، في مستهل اللقاء بينهما أمس في موسكو والذي طغى عليه النزاع في سوريا. وقال لافروف: ”من المهم بالنسبة لنا أن نفهم موقفكم، موقف الولاياتالمتحدة والنيات الحقيقية لإدارة الرئيس دونالد ترامب”، فيما دعا تيلرسون من جهته إلى نقاش ”صريح وصادق”.