أكد عبد العزيز فيلالي، رئيس مؤسسة الشيخ عبد الحميد بن باديس، في لقاء حول الفكر الإصلاحي عند هذا العلامة، أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عملت على تكوين جيل من المثقفين من خلال المدارس القرآنية والجمعيات الثقافية. وأضاف فيلالي أن هذه المدارس والجمعيات شكلت ”فضاءات لتأهيل اللغة العربية والتأكيد على ثوابت الإسلام والعروبة”، مذكرا بإصرار الشيخ عبد الحميد بن باديس وتلاميذه ”في صنع الشخصية الجزائرية المتمسكة بالعادات والتقاليد الأصيلة والمحافظة عليها ومقاومة كل محاولات المساس بالهوية الثقافية للشعب الجزائري خلال الفترة الاستعمارية”. من جهته، اعتبر محمد الهادي الحساني أن أفكار الإمام بن باديس ”كانت استشرافية”، مبرزا أن الشيخ عبد الحميد بن باديس قد كرس حياته للعلم والتربية والتعليم. وفي ذات السياق، أكد السيد الحساني أن مثابرة وإرادة مؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وتصميمه على مكافحة الجهل والآفات الاجتماعية التي تسبب فيها الاستعمار آنذاك، كان مؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يهدف من ورائها لحماية وترسيخ الهوية الثقافية والدينية الجزائرية. وتم خلال هذا اللقاء الذي احتضنه المسرح الجهوي بقسنطينة تكريم شخصيات معروفة من طرف والي الولاية كمال عباس، الذي سلط الضوء بالمناسبة على الخصال الإنسانية لهذه الشخصية التاريخية التي دافعت عن الدين وحاربت الآفات والشعوذة. كما تم توزيع شهادات تشجيعية وكتب بهذه المناسبة للفائزين العشرة في مسابقة القراءة بعنوان ”تحدي القراءة باللغة العربية”.