انتقدت أمس روسيا مسودة القرار الذي أعدته الولاياتالمتحدةالأمريكية بخصوص قضية الصحراء الغربية، ووصفته ب”غير المتوازن” و”يحابي المغرب”. وأجلت الأممالمتحدة الجلسة بسبب الموقف الروسي، حيث برزت خلافات بين أعضاء مجلس الأمن، خاصة فرنساوروسيا، بسبب مضامين مسودة القرار التي أكدت موسكو بأنها تحابي المغرب على حساب جبهة البوليساريو، داعية إلى ”مسودة قرار أكثر توازنا”. من جانبه، أكد السفير الصحراوي بالجزائر بشرايا حمودي بيون استعداد جبهة البوليساريو للذهاب إلى مفاوضات جادة دون شرط أو قيد مع الطرف المغربي متهما فرنسا بمحاولة إظفاء الشرعية على الاحتلال المغربي تحت المظلة الأممية وهو أمر غير مقبول على حد تعبيره. وفي تصريح للقناة الإذاعية الأولى طالب سفير الصحراء الغربية بالجزائر مجلس الأمن بتحريك ملف القضية الصحراوية والدفع في اتجاه حل استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي من خلال استئناف المفاوضات دون قيد أو شرط بإدراج المهمة الأساسية للمينورسو موضحا ”أن الاهتمام بموضوع الكركرات إنما يعد محاولة من فرنسا لتهميش الموضوع الجوهري وتقديم الأمور الجانبية”. ويرتقب أن يصادق مجلس الأمن الدولي على مشروع لائحة حول الوضع في الصحراء الغربية ،حيث شرع في أولى مناقشاته حول بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية ”المينورسو” والتي تعقد في ظل انسداد المسار الأممي. وتجري هذه المناقشات في سياق جد خاص يتميز بعرقلة المغرب لكل المبادرات الرامية لايجاد حل للقضية الصحراوية وظهور الأزمة التي افتعلها بمنطقة الكركرات جراء اختراقه لاتفاق وقف اطلاق النار الموقع بين الطرفين عام 91 تحت الرعاية الأممية. ويعتزم الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة تعيين الرئيس الألماني السابق هورست كوهلر كمبعوث جديد له في الصحراء الغربية لمحاولة إعادة بعث المفاوضات بعد استقالة الأمريكي كريستوفر روس. وسيكون الدور الذي سيلعبه كوهلر بعد تعيينه عنصرا جد هام في مسار السلم بالصحراء الغربية غير أنه لن يكون حاسما بدون دعم من مجلس الأمن. وكان روس قد عرقل قبله من طرف فرنسا والمغرب بمجلس الأمن، حيث لم يتمكن من القيام بهمته على أكمل وجه بدون دعم من الجهاز الأممي.