سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تل أبيب لأردوغان: من ينتهك حقوق شعبه لا يحق له تقديم المواعظ عن حقوق الإنسان على خلفية دعوته مسلمي العالم للدفاع عن الأقصى والصلاة فيه ومحاسبة الاحتلال عن جرائمه
هاجمت وزارة خارجية كيان الاحتلال الإسرائيلي الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يوم أمس، بعد تصريحات دعا فيها أردوغان مسلمي العالم التوجه إلى المسجد الأقصى للدفاع عنه والصلاة فيه، ووصف فيها سياسة الاحتلال بالتمييز العنصري ضد التقاليد الإسلامية. وقال الرئيس التركي، في كلمة ألقاها خلال مشاركته في الملتقى الدولي لأوقاف القدس الذي ينعقد بمدينة إسطنبول: ”علينا كمسلمين الإكثار من زيارة القدس والمسجد الأقصى، فالأرقام تُظهر تقاعسنا في القيام بهذه المهمة، فالقدس أولى القبلتين ومدينة الأنبياء، وهي شرف كل المسلمين”. ووصفت خارجية الاحتلال في بيان تصريحات أردوغان بالكاذبة، وزعم المتحدث باسم وزارة خارجية الاحتلال إيمانويل نحشون معقبا على تصريحات أردوغان: ”لا يحق لمن ينتهك حقوق الإنسان بصورة ممنهجة في بلده أن يقدم الدروس والمواعظ الأخلاقية للديمقراطية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط، وأنّ تل أبيب حريصة على منح حرية العبادة للديانات السماوية الثلاث وستستمر بتطبيق ذلك بالرغم من الافتراءات التي لا أساس لها”. وقال مصدر إسرائيلي أن تصريحات أردوغان كانت شديدة اللهجة وتستحق الاستنكار وأن وزارة الخارجية ردت بالمثل، معتبرا أن الأمر انتهى عند هذا الحد. ونقلت إذاعة الاحتلال أنّه بإيعاز من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته، تحدث مدير عام خارجية الاحتلال يوفال روتيم مع سفير أنقرة لدى في تل أبيب كمال اوكيم. كما انتقد أردوغان، يوم الاثنين، أيضا إقرار الكنيست لقانون منع الأذان، وقال إن صوت الأذان لن يتوقف في القدس. وقال خلال منتدى حول القدس في إسطنبول: ”إن شاء الله لن نسمح أبدًا بإسكات الأذان في سماء القدس”، واتَّهم إسرائيل بالاستحواذ على القدس ”من دون المسلمين”. وتساءل عن الفرق بين الممارسات الإسرائيلية الحالية في الأراضي المحتلة، وسياسة التمييز العنصري ضدّ السود في الولاياتالمتحدة، والأبارتهايد في جنوب إفريقيا. ودعا الرئيس التركي في كلمته إلى وقف الحديث عن إمكان نقل سفارة واشنطن في تل أبيب إلى القدس، معتبرا أنه ”في غير محله تماما”. ودعا إلى ضرورة توخي الحذر بشأن وضع القدس، مؤكدا أن مجرد ”نقل حجر” يمكن أن تترتب عنه عواقب وخيمة. وشدّد الرئيس التركي على أن السبيل الوحيد لحل القضية الفلسطينية، هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية، ضمن حدود 1967. ولهذا يجب ممارسة ضغوط على الاحتلال. إلا أنه أكد أيضاً أن الإفلات من العقاب يزيد من عدوانية إسرائيل وجرائمها، معتبراً أن هذا هو السبب الذي يزيد من عدد الجرائم التي ترتكبها بحق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، مؤكدا على أن جميع محاولات تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة محكوم عليها بالفشل، ما لم تحاسب إسرائيل على الجرائمه والمجازر التي ارتكبتها بحق الفلسطينيين. لافتا إلى أنه ”من غير الممكن ضمان تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة دون حل عادل للقضية الفلسطينية. نحن بحاجة أولاً إلى احترام القوانين والقرارات الدولية، وليس لأي كان أو أي بلد أن يعلى على القانون”. وفي السياق، قال فائد مصطفى، سفير السلطة الفلسطينية في أنقرة، إن تركيا قررت للمرة الأولى تحويل أموال إلى خزينة السلطة، بعد أن كانت تنفذ العديد من المشاريع في الأراضي الفلسطينية عبر مؤسسة ”تيكا” التركية. وأشار مصطفى إلى أن القرار بتحويل عشرة ملايين دولار جاء بعد لقاء رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.