أكد المحلل السياسي أرزقي فراد، في تصريح ل”الفجر” أن الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الفرنسي، جون لوك لودريان إلى الجزائر لا تحمل الكثير من المفاجآت بالنسبة للطرف الجزائري في الشق الاقتصادي، مقارنة بالامتيازات التي تحصل عليها بالمغرب، ما عدا الملف الأمني ومكافحة الإرهاب الذي لا تزال الجزائر تقدم بشأنه الكثير من الدعم للطرف الفرنسي ولا سيما في منطقة الساحل. وأضاف أرزقي فراد أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي جون لوك لودريان، عادية جدا، خاصة وأنها تأتي بعد تنصيب حكومة الرئيس الجديد الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهي أيضا محطة للتحضير لزيارة ماكرون المرتقبة إلى لجزائر في إطار جولته بالمنطقة. ويعتقد أرزقي فراد، أن الزيارة ستحمل - إن صح التعبير - إضافات للطرف الفرنسي أكثر من الطرف الجزائري، خاصة في المجال الاقتصادي، حيث لا توجد استثمارات فرنسية كبيرة وهامة في الجزائر مقارنة بالمغرب، حسبه. وأعطى المتحدث مثالا عن حجم الاستثمارات التي تضخّها فرنسا في المغرب مقارنة بالجزائر، ومنها مثلا مصنع رونو للسيارات عكس مصنع التركيب المتواجد بالجزائر، إضافة إلى سلسلة الاستثمارات الأخرى الفرنسية بالمغرب وعدد العقارات التي يمتلكها المغاربة بفرنسا. واعتبر أن الملف الوحيد الذي تحتاج فيه فرنسا للجزائر هو الملف الأمني ومكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، وهو ملف تمتلك حوله الجزائر العديد من المعلومات والمعطيات التي تحتاجها باريس، خاصة وأن الاضطرابات في مالي ظهرت من جديد، فضلا عن التداعيات الإرهابية في ليبيا وتعقيداتها، وهو ملف تتابعه الجزائر بحكم رعايتها للعديد من جولات الحوار بأراضيها، فضلا عن العلاقات التي تربطها سواء بحكومة طبرق أو طرابلس. وأرجع فراد الأمر للتجربة الكبيرة لمؤسسة الجيش في مجال مكافحة الإرهاب، حيث بقيت واقفة طيلة عقود ولم تنهار حتى خلال الأزمة الأمنية التي مرت بها البلاد، وهو أمر تدركه جيدا فرنسا والعالم، وتريد الاستفادة منه، خاصة وأن فرقة أمنية فرنسية تتواجد بمالي، حيث أدى إيمانويل ماكرون أول زيارة له بعد انتخابه إلى مالي وهو ما يظهر حجم الاهتمام الذي تعطيه باريس لمنطقة الساحل التي تعرف الجزائر إدارة ملفها جيدا. وأكد أرزقي فراد أن الزيارة تنطوي أيضا على متابعة ملفات التعاون بين البلدين بالنظر لعدد أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا.