وصف المحلل السياسي أحمد عظيمي، في اتصال هاتفي مع ”الفجر” الانقلاب السعودي الاماراتي على المغرب، بعد دعمهم لقضية الصحراء الغربية واعتبار المغرب بلدا محتلا، بعملية انتقام منحطة، وقال إن الانقلاب ليس موقف دولة اتجاه قضية شعب يعاني من الاحتلال وانما للانتقام، مضيفا أن الشعب الصحراوي لا يحتاج لدعم هذه الدول من اجل استرجاع حقه من المحتل المغربي. وحسب عظيمي فإن دول الخليج لم ترق بعد إلى مستوى الدول فيما يخص مواقفها ازاء اهم القضايا الدولية، مشيرا إلى أن احتلال المغرب للصحراء الغربية عمره أكثر من 40 سنة، وهذه القبائل العربية الموجودة في الخليج لم تلتفت ولا مرة واحدة لنداء الشعب الصحراوي المظلوم والمضطهد الذي يطالب بحقه في تقرير المصير. كما ذكر ذات المتحدث أن دول الخليج ترفض تسلم رسائل التهنئة التي ترسلها لها من طرف الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في الاعياد الدينية وفي كثير من المناسبات. وتساءل عظيمي كيف ينقلب الوضع اليوم بمجرد أن يقع اختلاف بينهم وبين المغرب؟، مبرزا أن الدول الحديثة لا تسير بالمزاج وبالمواقف المتعصبة، وقال ”كنا نتمنى أن ينتبه المسيرين لهذه القبائل الخليجية لقضية الصحراء الغربية منذ 40 سنة وليس اليوم لأنه فات الاوان، خاصة بعد الدعم الكبير الذي كان يتلقاه نظام المخزن من طرف دول الخليج التي دعمت احتلاله من خلال شراء الاسلحة وتمويل جيشه المنتشر في الصحراء الغربية”. وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات المغربية الخليجية اتسمت على مر التاريخ بالثبات بالرغم من بعض السحب العابرة في سماء هذه العلاقات التي تفرضها بعض المستجدات الدولية، إلا أنها تبقى راسخة وتشترك في عدة قواسم روحية ودينية واقتصادية، غير أن العلاقات الخليجية المغربية عرفت توترا كبيرا في الايام القليلة الماضية، ويظهر ذلك من خلال الانقلاب الإعلامي الخليجي على الرباط، حيث اتهم الإعلام المغربي كلا من السعودية والإمارات بابتزاز المغرب بسبب موقفها من أزمة الخليج. وقد تزامن هذا التحول في الإعلام الخليجي في الوقت الذي التزم فيه المغرب الحياد في الأزمة الخليجية رافضا قطع علاقاته مع قطر، وهو عكس ما كان في أزمة السعودية مع طهران أول النزاع اليمني حيث توافق الموقف المغربي من السعودية بل أرسل حتى قوات عسكرية إلى اليمن لمساعدة المملكة وحلفائها. وكان المغرب قد أعلن أنه سيرسل مساعدات غذائية إلى قطر في بادرة ”تضامن لا علاقة لها بالجوانب السياسية”، وجاء في بيان لوزارة الخارجية أن المغرب ”مستعد لبذل مساع حميدة في سبيل المساعدة على حل الأزمة الخليجية التي آلت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وفرض حصار عليها”.