استمتع الجمهور العاصمي سهرة الأربعاء، بأوبرا الجزائر ”بوعلام بسايح” بالجزائر العاصمة، بحفل فني بدوي مميز امتزجت فيه نغمة ”الأي ياي” الرائعة بالرقصات الصحراوية الفلكلورية والصوت الحزين ل”القصبة” بجماليات الشعر الملحون. وكان الجمهور على مدار ساعتين من الزمن على موعد مع أجمل ما أدى شيوخ الأغنية البدوية الصحراوية على غرار خليفي أحمد ورابح درياسة وعبد الحميد عبابسة الذين لطالما أتحفوا المستمعين بفنهم الراقي الأصيل وكلمات أغانيهم التي أبدعها عمالقة الشعر الملحون في الجزائر، كبن كريو وبن قيطون وسيدي الشلالي الديسي وكذا عيسي بن علال. وعلى أنغام ”القصبة” وسحر موسيقاها انطلق هذا الحفل الذي حضرته العديد من العائلات، ليصعد بعدها إلى المنصة الفنان البسكري لزهر الجلالي ويطرب الحضور برائعة ”قمر الليل” و”سارو سارو” لصاحب روائع الغزل خليفي أحمد بالإضافة لأغنية ”راس بنادم” للفنان المبدع رابح درياسة. وكان محبو الفن الأصيل على موعد أيضا مع الصوت الجميل محمد لعراف الذي أحسن في أداء ”كردادة” لخليفي أحمد بالإضافة لرائعته الأخرى ”قلبي تفكر عربان رحالة” قبل أن يخلفه على المنصة ابن مدينة المسيلة ويسي زيان الذي قدم بدوره رائعة ”بنت الصحراء” و”الله لالي مهاره” لخليفي أحمد وأغاني أخرى غيرها. كما حضر أيضا الصوت النسوي في هذه السهرة من خلال الفنانة راضية منال التي أدت ”بنت بلادي” لعبد الحميد عبابسة و”الغربة” لرابح درياسة، ليختتم الحفل برائعة ”حيزية” التي تخلد قصة عشق من القرن التاسع عشر والتي أداها الفنانون الأربعة وسط تجاوب كبير من الجمهور. وقد ميز أيضا هذا الحفل الإلقاءات الشعرية التي جادت بها قرائح شعراء الشعبي من ولاية بسكرة على غرار لعمارة محمد وبار أحمد، بالإضافة لتقديم رقصات فلكلورية نايلية وبوسعادية وأيضا في العلاوي أداها راقصو بالي أوبرا الجزائر على ألحان أغاني لخليفي أحمد وأخرى لرابح درياسة.