دعا أمس الأمين الوطني الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية عبد المالك بوشافة، السلطات إلى التعامل بحذر مع ملف اللاجئين الأفارقة وتجنب التوظيف السياسي له، تفاديا لتعريض الجزائر لضغوطات خارجية هي في غنى عنها وذلك بالنظر إلى حساسية الملف. الأمين الوطني الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية أكد في تدخله أمام المجلس الوطني على ضرورة معالجة ملف اللاجئين الأفارقة وفقا لمسؤوليات الجزائر التاريخية ومبادئها التي تفرض عليها التضامن مع كل الشعوب، ما يبين معارضة الأفافاس لمقترحات أطراف سياسية بضبط دخول الأفارقة إلى الجزائر والحذر من تدفقهم، التي تعالت مؤخرا ضمن الأصوات الداعية إلى معالجة ملف هؤلاء اللاجئين. وأكد المصدر أن معالجة الملف لابد أن تكون ضمن أطر قانونية منظمة وشفافة وفي إطار دولي بالنظر إلى أبعاد الظاهرة. وفيما يتعلق بدعوة الوزير الأول عبد المجيد تبون إلى حوار من أجل مراجعة سياسة الدعم الاجتماعي، أبدى الأفافاس، على لسان الأمين الوطني الأول، معارضته للمقترح بالقول إن الطابع الاجتماعي للدولة خط أحمر وأن أي مساس به عبر بوابة إجماع وطني - وصفه بالمفبرك - تحرك غير بريء وعودة إلى ممارسات بالية. وأضاف المتحدث أن الإجماع لابد أن يكون على مقاربة سياسية شاملة ومشروع وطني قادر على تلبية تطلعات الجزائريين، منتقدا في السياق مخطط عمل الحكومة الجديدة والذي جاء دون أهداف وأرقام ولا آجال إنجاز واضحة ودون حتى تقييم عمل الحكومة السابقة من خلال تقديم حصيلتها إلى البرلمان، وفقا لما يقتضيه الدستور. الأفافاس انتقد بشدة ما وصفه بالتخبط السياسي والاقتصادي والذي توسع إلى الجانب التربوي، في إشارة إلى ما حدث في ملف بكالوريا 2017 وتحولها إلى ورقة سياسية، على حد تعبير عبد المالك بوشافة، في وقت كان الأولى الإعداد لمشروع تربوي توافقي ينمي الروح النقدية ويحصن القيم الوطنية ويمهد لجامعة تكون فضاء للإبداع ومسرحا للنقاش الحر والبناء. كما جدد الأفافاس دعوته إلى التعجيل بإعادة بناء إجماع وطني وشعبي حقيقي لإنهاء الأزمة الشاملة وفي المقام الأول الأزمة السياسية.