يُنظم في الفترة ما بين 28 و29 نوفمبر المقبل ملتقى وطني حول الترجمة تحت عنوان ”الترجمة وتطبيقاتها بين التكوين والتحديث”، من تنظيم مركز البحث في الانثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران. ويناقش هذا الملتقى العديد من الإشكاليات ذات العلاقة بموضوع الترجمة، من حيث هي وسيلة هامة لنقل المعارف والعلوم والثقافات، حيث اختار منظمو هذه الفعاليات الثقافية والعلمية لحصر إشكالية الملتقى عددا من المحاور الكبرى والأساسية التي سيعكف على دراستها الأساتذة المشاركون على مدى اليومين الدراسيين من عمر الملتقى، والتي يقف على رأسها موضوع شديد الأهمية بالنسبة للمشتغلين في هذا المجال، وهو ذلك المتعلق بمسألة الفروقات الموجودة بين المترجم المتكون في المعاهد العلمية الجامعية المتخصصة في الترجمة، وذلك المترجم العصامي الذي يشتغل في هذا المجال دون أن يكون قد تلقى تكوينا متخصصا في الترجمة بصورة علمية وأكاديمية. ومعروف أن الكثير من المترجمين في الجزائر وعبر العالم يشتغلون بالترجمة دون أن يكونوا قد تلقوا تكوينا في مجال الترجمة، وهذا ما يجعل من دراسة الفروقات بين هؤلاء وأولئك المترجمين الذين تلقوا تكوينا علميا في المجال أمرا ضروريا، خاصة إذا علمنا أن الترجمة وأساليبها وطرقها، لم تعد مثلما كانت عليه من قبل، مع انتشار المعاهد المتخصصة في المجال وكذا تطور العلوم وسرعة وكثافة المنتجات الثقافية. وسيناقش المشاركون أيضا قضية أخرى لا تقل أهمية عن سابقاتها، وهي تلك المتعلقة بالنصوص القابلة للترجمة وغيرها من النصوص التي لا يُمكن ترجمتها، حيث يؤكد الواقع، على عكس ما يظن الكثير، أن هناك نصوصا غير قابلة للترجمة، ويعود ذلك ربما لعجز اللغة المترجم (بفتح الجيم) إليها عن استيعاب النص الذي تتم ترجمته. كما سيناقش الملتقى إشكالية الترجمة والتخصص أو عندما يرتبط تخصص المترجم مع تخصص الكتاب المراد ترجمته. ومعلوم أن الترجمة من لغة (المصدر) إلى لغة (الهدف) أصبح يتطلب خبرات وقدرات علمية واصطلاحية وجب توافرها لدى المترجم الجيد، ولهذا بات من الضروري على المشتغلين في مجال الترجمة مواكبة كل جديد في هذا المجال، كما صار واجبا أيضا على المؤسسات العلمية المتخصصة في الترجمة البحث عن حلول لكل الإشكاليات التي تواجه المترجمين ووضع تصورات مستقبلية لتطوير الترجمة، خاصة في الجزائر ودول العالم الثالث التي لا تترجم سنويا إلا عددا ضئيلا من الكتب والبحوث التي تصدر في الدول المتقدمة. ويُضاف هذا الملتقى إلى ذلك الملتقى الدولي الذي يعتزم المعهد العالي العربي للترجمة تنظيمه خلال الأشهر القليلة المقبلة، حيث من المنتظر أن يُناقش من جهته العديد من الإشكاليات التي تتقاطع بشكل أو بآخر مع الإشكاليات التي يُعالجها ملتقى وهران. وتجب الإشارة في هذا الخصوص إلى أن المعهد العالي العربي للترجمة يُعد إلى جانب معهد الترجمة بجامعة الجزائر من المؤسسات العلمية الأساسية التي ترفد قطاع الترجمة بتراجمة متخصصين، من خلال التكوين الذي يقدمانه للطلبة، كما يُعتبران النواة الأساسية التي تستعين بها مختلف المؤسسات العلمية والثقافية، وحتى السياسية عندما يتعلق الأمر بتقديم خدمات في مجال الترجمة العلمية.