تعد الترجمة أداة مفضلة لنقل المعارف العالمية من لغة لأخرى حسبما أشار إليه مشاركون في ملتقى وطني حول الترجمة و التنمية افتتح يوم الأربعاء بقسنطينة. واعتبر الدكتور حسان بوساحة مدير مخبر البحث في اللغات و الترجمة بجامعة منتوري منظم هذا اللقاء الذي يدوم يومين لدى انطلاق الأشغال بأن "ترجمة الفكر البشري بغض النظر عن اللغة و المجموعة الإثنية و ثقافة المنشأ يجب أن تحرص على تعميم قدر الإمكان للمعرفة و المعلومة نحو اللغة المستهدفة". ومع ذلك فإن هذه الغاية -كما لاحظ الجامعي- "تتطلب من المترجم القدرة على الاقتراب أكثر من شخصية صاحب العمل المراد ترجمته و معرفة معرفته العميقة بثقافته و سياقه وكذا محيطه الاجتماعي الاقتصادي كما يتعين عليه التحكم في اللغة المصدر من أجل إعادة إنتاج جمال الكلمة و بالأخص إذا كان العمل المستهدف ينتمي لميدان الشعر و الأدب". ودعا الدكتور بوساحة الخبراء في هذا المجال إلى اقتحام أكبر لعالم الترجمة العلمية حتى يتم وضع في متناول رجل الثقافة الجزائري الوثائق اللازمة في ميدان البحث العلمي و لاسيما في مجال التكنولوجيات الدقيقة الجديدة. وينبغي أن تكون ترقية و تنمية البحث العلمي -كما أضاف-" في تلاؤم تام مع الدراية والتقدم العالمي و الذي هو متوفر و غير قابل للتحصيل في آن واحد في غياب مترجمين متخصصين". ومن جهته تطرق الدكتور نور الدين مباركي مدير مخبر البحث في الفيزياء الرياضية بجامعة منتوري بقسنطينة في مداخلته حول موضوع "أثر و مساهمة الترجمة المتخصصة في ترقية التنمية المتعددة القطاعات و التكنولوجية للبلاد" . ويشكل تطور العلاقة بين اللغات المسيطرة و اللغات المقهورة عبر اللجوء لممارسة الترجمة و اختيار النصوص المترجمة "في سياق تاريخي وجغرافي ما أو تبعية الترجمة في ميدان إنتاج عمل أدبي وطني عوامل متعددة تشجع تلك المقاربات ذات الآفاق المتعددة اللغات و متعددة الأوطان" كما أكد نفس المحاضر. ويتعين على الترجمة -مثلما قال- "أن تندمج تماما في الفضاء الأدبي و الوسط الإجتماعي الثقافي و الجغرافي و التاريخي للغة المصدر من خلال محاولة تحديد المسارات الثقافية الدقيقة كما يجب أن يكون لها دور في خلق وعي ثقافي خاص بالوسط الطبيعي للمترجم". وناقش الملتقى من جهة أخرى بالمناسبة خصوصيات الترجمة العلمية و خصائص اللغات المصدر و اللغات المستهدفة بالترجمة وكذا دور الترجمة العلمية في ترقية المعارف الإنسانية للغة المصدر. كما تم بالمناسبة تكريم أربعة وجوه للترجمة نظرا لما قدموه من مساهمات في إثراء المكتبة الوطنية.