عقد مجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء، جلسة خاصة لبحث عمليات الإبادة التي يقوم بها جيش ميانمار بحق الروهينغيا المسلمين، وإيجاد حل عادل يشمل منحهم حقوقهم المشروعة، ويضمن أمنهم وسلامتهم وعودتهم إلى ديارهم، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إليهم. وقال دبلوماسيون إن دول السويدوبريطانيا طلبت عقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن ”الوضع المتدهور” في ولاية راخين حيث يقيم مسلمو الروهينغا في ميانمار ذات الأغلبية البوذية. وكان الأمير زيد بن رعد الحسين المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة انتقد ميانمار بسبب ”العملية الأمنية الوحشية” ضد الروهينغا، واصفا الإجراءات بأنها ”مثال صارخ على التطهير العرقي”. أفاد ماثيو رايكروفت، مندوب بريطانيا الدائم لدى الأممالمتحدة، الإثنين، بأن ”انعقاد الجلسة يمثل إشارة إلى قلق أعضاء المجلس بشأن مصير أبناء طائفة الروهينغا الذين يفرون من ميانمار إلى بنغلاديش”. كما دعا البيت الأبيض في بيان، الإثنين، حكومة ميانمار إلى ”احترام سيادة القانون ووقف العنف وإنهاء تهجير المدنيين من كل الطوائف”. وفي السياق، ألغت أونغ سان سو تشي، زعيمة الحكومة البورمية في ميانمار، زيارة كان من المفترض أن تقوم بها إلى الولاياتالمتحدة، لحضور أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة بحر هذا الشهر، بحسب ما أعلن المتحدث باسمها الأربعاء. وقال زاو هتاي، المتحدث باسم سو تشي، إنّ ”مستشارة الدولة لن تحضر الجمعية العامة للأمم المتحدة”، من دون إعطاء تفاصيل. وكان ناشطون وحقوقيون حول العالم، قد أطلقوا عريضة عبر موقع ”أفاز” الشهير للمطالبة بسحب جائزة نوبل من أون سان سو تشي، مستشارة الدولة في ميانمار، بسبب تقصيرها في وقف هجمات الجيش التي تستهدف أقلية الروهينغا المسلمة وصمتها عما تتعرض له من اضطهاد، في ولاية راخين، شمال غرب البلاد. وقالت المستشارة أثناء حديث لها مع شخصية دينية في مدينة رانجون، جنوب البلاد، في فبراير الماضي، إن المجتمع الدولي يضخم قضية مسلمي الروهينغا. كما اتهم مكتب زعيمة ميانمار المنظمات الإغاثية بمساعدة ”الإرهابيين” في إقليم راخين، في إشارة إلى المتمردين المسلمين في تلك الولاية. ويرتكب جيش ميانمار، منذ يوم 25 أوت الماضي، انتهاكات جسيمة ضد حقوق الإنسان شمال إقليم أراكان، تتمثل باستخدام القوة المفرطة ضد مسلمي الروهينغا، حسب تقارير إعلامية. يُذكر أن برنامج الغذاء العالمي أعلن السبت وقفه لأنشطته الإغاثية في إقليم أراكان خشية تعرض موظفيه لمخاطر من الناحية الأمنية خلال عملهم.