أعلن رئيس وزراء لبنان المستقيل، سعد الحريري، تريثه في تقديم استقالته بناء على طلب رئيس البلاد ميشال عون. وقال الحريري، في كلمة له من القصر الجمهوري في بعبدا: "كانت مناسبة لشكر رئيس الجمهورية ميشال عون على حرصه والتزام الدستور ورفضه الخروج عنه"، مضيفا: "أتوجّه من هنا بتحية تقدير وامتنان إلى جميع اللبنانيين الّذين غمروني بصدق عاطفتهم"، مؤكّداً "الالتزام التام للتعاون مع الرئيس عون لحماية لبنان من الحروق المحيطة في المنطقة، وأخصّ بالشكر رئيس مجلس النواب نبيه بري الّذي أظهر حكمةً وتمسّكاً بالدستور وعاطفة أخوية صادقة تجاهي شخصيّاً". وتابع الحريري القول:"عرضت اليوم استقالتي على الرئيس عون وقد تمنّى عليّ التريّث في تقديمها والاحتفاظ بها للمزيد من التشاور في أسبابها وخلفيّاتها السياسية، وأبديت تجاوباً مع هذا التمنّي"، آملا أن "يشكّل ذلك مدخلاً جديّاً لحوار مسؤول لمعالجة المسائل الخلافية وعلاقاتها مع لبنان"، مؤكّداً أنّ "وطننا يحتاج في هذه المرحلة الدقيقة إلى جهود استثنائية من الجميع ووجوب الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن النزاعات الإقليمية وكل ما يسيء إلى العلاقات الأخوية مع الأشقاء العرب". وشدّد قائلا "أتطلّع إلى شراكة حقيقيّة من كّل القوى السياسية في لبنان لتقديم مصلحة البلاد العليا على أي مصالح أخرى". وبعد لقائه الرئيس عون، اجتمع الحريري لبضع دقائق بوزير الخارجية جبران باسيل بناء على طلب الاول أثناء تقديم التهاني بعيد الاستقلال في بعبدا. وعاد الحريري ليل الثلاثاء إلى بيروت، قادما إليها من قبرص، للمشاركة في احتفالات عيد الاستقلال اللبناني الاربعاء (أمس)، بعد نحو ثلاثة أسابيع على إعلانه استقالته من السعودية. وبعيد وصوله وقف الحريري على ضريح والده، رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في وسط بيروت، وسط استنفار أمني وقطع طريق من قبل الأجهزة الامنية، قبل أن يتوجه بعد قليل إلى بيت الوسط. وبعد أسبوعين من مكوثه في السعودية توجه الحريري يوم السبت الماضي الى باريس حيث التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماركون. وحلّ مساء الثلاثاء، بالقاهرة في زيارة سريعة التقى خلالها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. وقال بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن اللقاء تناول بحث تطورات الأوضاع في لبنان، حيث استعرض سعد الحريري آخر المستجدات في الساحة الداخلية اللبنانية، ثم غادر الى قبرص والتقى بالرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس. وكان رئيس الوزراء اللبناني سعد الدين الحريري (46 عاما)، أعلن استقالته من رئاسة الحكومة، متهما إيران وحزب الله بالتدخل في الشؤون اللبنانية وفي البلدان العربية. وجاءت استقالة الحريري بشكل مفاجئ بعد عام من تقلده منصبه خلال تواجده بالعاصمة السعودية الرياض. وكانت زيارة الحريري للسعودية هي الثانية في ظرف أيام، التقى خلالها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وقال الحريري في خطاب الاستقالة: "لمست ما يحاك سراً لاستهداف حياتي"، واصفاً الأجواء في لبنان ب"ما كان عليه الحال خلال المرحلة التي سبقت اغتيال والده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري. وأكد الحريري أنّ لإيران رغبة جامحة في تدمير العالم العربي، مؤكدا على رفضه استخدام سلاح حزب الله ضد اللبنانيين والسوريين، مشيرا إلى أن "تدخل حزب الله تسبب لنا بمشكلات مع محيطنا العربي". وفي الصدد عقدت كتلة "المستقبل" والمكتب السياسي ل"تيار المستقبل"، مساء الخميس، اجتماعاً ترأسه رئيس وزراء لبنان الأسبق، فؤاد السنيورة، الأزمة السياسية التي يمر بها لبنان في غياب رئيس الوزراء سعد الحريري. وأكدت الكتلة ومكتبها السياسي، في بيان، نشر على الموقع الرسمي لتيار المستقبل، أن "عودة رئيس الحكومة اللبنانية الزعيم الوطني سعد الحريري ورئيس "تيار المستقبل" ضرورة لاستعادة الاعتبار والاحترام للتوازن الداخلي والخارجي للبنان، وذلك في إطار الاحترام الكامل للشرعية اللبنانية المتمثلة بالدستور واتفاق الطائف وللاحترام للشرعيتين العربية والدولية".