لا يختلف اثنان بأن القرار المتخذ من قبل الدولة والقاضي بترحيل تجار الخردوات من أعالي عين الباي بمحاذاة مطار محمد بوضياف الدولي صوب منطقة الدوامس بعين عبيد على الطريق المؤدي نحو قالمة يعد قرارا صائبا ويمكن القول أنه جاء متأخرا فمن غير المعقول أن يتواجد "فيراي" كما يعرف بقسنطينة في منطقة شيدت بها مدينة جديدة بكل المعايير وأنجز فيها أحد أكبر وأحسن 10 مستشفيات عسكرية تتواجد في العالم وغير بعيد عن مطار دولي يستقبل يوميا مئات الضيوف.. منظر سوق الخردوات "الفيراي" مشين فعلا ومشوها للمحيط وتنحيته أفضل بكثير من بقائه هناك بين يدي أشبه تجار جعلوه فضاء مفتوحا على كل بقايا المركبات والحديد ومرتعا للنفايات والقاذورات وفيهم اليوم من يرفض مبارحته رغم أن كل من يحوزون على أماكن هناك يفتقدون لعقود ملكية وحتى لوثائق تثبت أحقيتهم في التواجد هناك وممارسة نشاطاتهم .. ويبدو جليا من خلا التحذيرات التي وجهها والي قسنطينة وهو يعاين منطقة الدوامس بعين عبيد التي اختيرت لتكون مكانا جديدا لتجار الخردوات وهي أحسن بكثير وأوسع من منطقة فيراي عين الباي أن هناك بعض الأطراف التي ألفت التحرك كلما لاح في أفق الولاية مشروعا طموحا تسعى لعرقلة هذا المشروع بطرق مختلفة وهو ما يستدعي من الجهات الوصية التدخل بقوة القانون لوضع حد لمناوراتهم من جهة وتجسيد المشروع في أقرب وقت ممكن وعدم ترك نافذة لأية محاولات لإفشاله. فمطار قسنطينة أفضل بكثير من دون تواجد "الفيراي" وما يحويه من مظاهر تعطي الانطباع لزوار الولاية قبل أن تضع اقدامهم أرضية المطار وهم يشاهدون خردوات ومناظر غير مشرفة أن هذه الولاية الضاربة في أعماق التاريخ والمغرية بجسورها وصخورها وهوائها تفتقد لرجال قادرين على النهوض بها والقضاء على كل صور التخلف ..