اختتمت، نهاية الأسبوع الماضي، بدار الثقافة لبجاية فعاليات التظاهرة الوطنية الأولى للرسامين التشكيليين الشباب، التي أشرفت على تنظيمها جمعية ولاية بجاية للرسامين التشكيلين بمساعدة مديرية الثقافة وبمشاركة عدد كبير من الفنانين بلغ عددهم 140 فنانا قدموا من 38 ولاية عبر الوطن، التقوا في رحاب الفن. فعلى مدار أربعة أيام، كانت عاصمة الحماديين قبلة كثير من الزوار الذين قصدوها للاطلاع على مختلف اللوحات الفنية المعروضة في بهو الطابق العلوي والسفلي لدار الثقافة والتي وصل عددها الى300 لوحة فنية، نسجت بأيدي بارعة مزجت بين الأصالة والإبداع بالاعتماد على طريقة منسقة ومحكمة التنظيم ما فسح المجال واسعا للزوار بالكشف عن مختلف الأنماط التعبيرية ومختلف التقنيات العصرية التي استخدمها أصحابها، كما سمحت هذه التظاهرة الثقافية التي تعد الأولى من نوعها بولاية بجاية للزوار الوافدين إليها، باكتشاف العديد من المدارس المعتمدة في مجال الفنون التشكيلية التي لم تفوت فرصة المشاركة في هذه التظاهرة كما هو الحال بالنسبة لمدرسة الفنون التشكيلية ببلدية عزازقة بتيزي وزو التي حضرت بقوة إلى جانب مدارس الفنون الجميلة لكل من ولايات قسنطينة ومستغانم. وشد هذا المعرض قد انتباه المئات من الزوار يوميا، وكان من جهة أخرى فضاء لدراسة مختلف الصعوبات التي تصادف الفنانين التشكيليين وتبادل الخبرات فيما بينهم مع تعزيزي أواصر العمل والشراكة لاسيما بين فئة الشباب وهم الذين أبدوا رغبتهم في إطلاق هذه التظاهرة تكريما للفنان الراحل "جمال والموا" المعروف بميوله إلى الفن التجريدي وهو الذي رحل عنا شهر ديسمبر من سنة 2005، كما أنهم أعلنوا عن تنظيم جدارية عملاقة تضم مختلف أصوات الفنانين الحاضرين الذين كانوا قد استفادوا من خرجات سياحية إلى العديد من المناطق التي تزخر بها "يما قورايا"، إلى جانب إقامة محاضرات قيمة تناولت أهم المراحل التي ميزت الفن التشكيلي في الجزائر والآفاق التي يطمح شباب اليوم الوصول إليها في ظل النقص المسجل من حيث الإمكانيات والمساعدات الممنوحة من طرف الجهات الوصية لممارسي الفنون التشكيلية.