انطلقت، أمس، أشغال المؤتمر ال11 للإتحاد العام للعمال الجزائريين، بمشاركة حوالي ألف مندوب يمثلون مختلف الولايات، جاءوا لتجديد الثقة في الأمين العام المنتهية عهدته "عبد المجيد سيدي السعيد"، والمصادقة على مخطط عمل المنظمة العمالية للعهدة المقبلة، وكذا انتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية الوطنية والأمانة الوطنية، التي يبدوأنه لم يتم بعد الفصل في تشكيلتها، رغم تأكد عودة غالبية الأعضاء• لم يخرج المؤتمر الحادي عشر للمركزية النقابية عن إطاره المعهود، حيث كما جرت العادة استقطب العديد من الوجوه السياسية والشخصيات الوطنية، وعرف حضور مراسيم الافتتاح كل من رئيس المجلس الشعبي الوطني "عبد العزيز زياري" ورئيس الحكومة "عبد العزيز بلخادم" وأعضاء من الحكومة ومسؤولو أحزاب سياسية، على غرار الأمين العام للأرندي، والأمينة العامة لحزب العمال، ومسؤولي منظمات وجمعيات وطنية، إلى جانب ممثلي منظمات نقابية دولية• واختار المنظمون لهذا المؤتمر شعار " استقرار وتضامن وعصرنة "، وكأنها إشارة واضحة للرغبة في الاستقرار على جميع الأصعدة، سواء على مستوى الأمانة العامة أوالأمانة الوطنية، وحتى اللجنة التنفيذية التي سوف لن تعرف سوى تغييرات طفيفة على تركيبتها• لقد كانت الأمور واضحة منذ الوهلة الأولى، حيث لم يجد "سيدي السعيد" منافسا له وهو المدعوم من طرف الأمين العام للأفلان، ورئيس الحكومة "عبد العزيز بلخادم" والأمين العام للأرندي "أحمد أويحيى" كون التشكيلتين تتقاسمان مناصب المسؤولية على مستوى التنظيم النقابي، مما يجعل "سيدي السعيد" في موقع قوة• كما حظي "سيدي السعيد" باهتمام رئيس الجمهورية، مما زاده تموقعا ،حيث وجه رسالة للمؤتمرين، قرأها نيابة عنه مستشاره "محمد علي بوغازي"، أشاد من خلالها بالمساهمة الشجاعة والمشهودة لهذا التنظيم في الدفاع عن الجمهورية في الظروف الحرجة التي مرت بها"، وأن الاتحاد "سيظل أحد الأطراف الفاعلة المتميزة وطنيا، بفضل تمسكه بإشاعة الاستقرار الاجتماعي، والسلم في ربوع الوطن"• أما "سيدي السعيد" الأمين العام المنتهية عهدته على رأس الإتحاد العام للعمال، فقد صرح أن " المؤتمر فرصة للتأكيد، مجددا بأن المنظمة تبقى وفية للمثل التي ضحى مناضلوها من أجلها، وهي السيادة الوطنية وأسس الجمهورية"، مغتنما الفرصة للترحم على أرواح شهداء الثورة وشهداء الواجب الوطني "عيسات إيدير" و"عبد الحق بن حمودة"• وبالنسبة للمؤتمرين، فإن " الحضور أصبح رمزيا، وهم يعترفون بعدم الرغبة في التغيير على مستوى الهرم، ومقتنعين بأن القيادة الحالية بحاجة إلى تجديد للثقة ، كونها حققت إنجازات مما يجعل الاستقرار مطلبا من ضمن مطالب القاعدة العمالية"• وبالتالي سيكون المؤتمر ذا اتجاه واحد، وهوتجديد الثقة في الأمين العام والقيادة الوطنية، التي يبدو أنها بسطت نفوذها في الميدان، وأصبحت تتحكم في قواعدها إلى درجة أن أحد الأمناء الوطنيين وعد بإبعاد كل من حاول الإفلات من قبضته• للتذكير، آخر مؤتمر للإتحاد العام للعمال الجزائريين، انعقد في أكتوبر من سنة 2000، بحيث تم انتخاب "سيدي السعيد" أمينا عاما، بعدما كان يشغل هذا المنصب بالنيابة، منذ 12 فيفري 1997، بعد اغتيال عبد الحق بن حمودة، يوم 28 جانفي من نفس السنة• وكان الاتحاد قد أوضح في تقرير نشاطاته للفترة 2007-2001، أنه سجل خلال السنة الجارية 1•675•800 منخرطا، أي بارتفاع تفوق نسبته 40 بالمائة مقارنة بسنة 2001•