أثارت مجموعة من الأطباء والأطباء النفسانيين والتربويين يوم أمس بقسنطينة جملة من التساؤلات في يوم تحسيسي إعلامي يتعلق بالكشف والمتابعة النفسية لأطفال ضحايا سوء المعاملة في المؤسسات التعليمية والتحضيرية وممارسة العنف ضد الأطفال بأنواعه الثلاثة الجسدي والنفسي والجنسي، حيث تستقبل مصلحة المعالجة النفسية بمستشفى بن باديس بقسنطينة ما يعادل 16 حالة شهريا تعرضت لسوء المعاملة سواء من طرف العائلة أو داخل المؤسسات التربوية، كما أجمع المناقشون على استفحال الظاهرة وتناميها داخل أوساط المجتمع. اللقاء المنظم من قبل الهلال الأحمر الجزائري وجمعية الخروب "مدينة صحية"، بحث موضوع تنامي الظاهرة من طرف فريق من الأخصائيات النفسانيات للهلال الأحمر وهذا بغرض إجراء متابعة نفسية للطفل ضحية سوء المعاملة والوصول إلى وضعية متوازنة على المستوى النفسي والتربوي، إلى جانب إعطاء نصائح وإرشادات للأستاذ في سلوكه مع الطفل، وتبعا لذلك فقد قامت مجموعة من الأخصائيات بإنجاز استمارة كأول خطوة في مشروع 2008 لمحاربة هذه الظاهرة باعتبار الطفل شريحة حساسة في المجتمع والنتائج أثبتت أنها واقعية تجاه الأطفال بكل أنواعها، مؤكدين على ضرورة تكثيف الجهود لمحاربة هذه الأخيرة نظرا لآثارها الوخيمة على الطفل إن لم يعالج فستظهر لديه في المستقبل اضطرابات نفسية عصبية ذهنية وسلوكية واضطرابات في الهوية الجنسية، وقد أظهرت هذه الاستمارة التي مست ثلاثة محاور وزعت على 191 تلميذ في مؤسسة تعليمية من بينهم 92 ذكرا و99 أنثى وعلى 150 طفل في المدرسة القرآنية 70 ذكرا و80 أنثى وسنهم يتراوح بين 4 سنوات ونصف إلى 6 سنوات بعد تحليلها، تبين أن الحالة الاجتماعية والاقتصادية هي المسبب الرئيسي بالإضافة إلى العنف الأسري حيث يتعرض الأطفال ما بين 12 حتى 17 سنة خاصة البنات إلى الضرب المبرح إلى درجة الدخول إلى المستشفى.