اتهم نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه قوى أجنبية لم يسمها بالتخطيط لتحويل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السودانية المقبلة إلى "مرجل يبعث بالحمم لزعزعة استقرار السودان وإضعافه بالصراع السياسي"• وقال طه في ندوة سياسية بمدينة القضارفالشرقية ونقلتها وسائل الاعلام الرسمية، اليوم، أن القوى الغربية التي كانت تعتمد على أنظمة متسلطة وديكتاتورية في أمريكا اللاتينية وافريقيا والعالم العربي بدأت تتجه الى رفع شعار الديمقراطية والحكم الرشيد• وأضاف "انهم يريدون ديمقراطية بلا استقرار سياسي، حتى ولو جاءت عبر برنامج سياسي يحظى بإرادة وطنية"، مشيرا الى أن الديمقراطية والحكم الرشيد التي يدعو إليها الغرب، تستهدف خلق معارك سياسية وصراع يؤدي الى زعزعة كيان الوطن• ودعا طه إلى مواجهة ذلك عبر عقد يؤدي إلى مصالحة وطنية في البلاد ونقلة سياسية عبر حوار وطني جامع تشارك فيه كل فئات المجتمع للاتفاق على ثوابت وطنية، حتى لا تنجح القوى الغربية في تحويل الصراع السياسي في البلاد والشقاق من البندقية إلى الحلبة السياسية• ومن المقرر حسب اتفاق السلام الشامل في السودان، المبرم عام 2005، عقد انتخابات رئاسية وبرلمانية العام المقبل، والذي يصادف منتصف الفترة الانتقالية التي حددها الاتفاق، وسيجري في نهايتها استفتاء على تقرير المصير لسكان جنوب السودان• وتشهد الساحة السياسية السودانية هذه الأيام نشاطا مكثفا، حيث يسعى كل حزب لتشكيل تحالفات سياسية لخوض الانتخابات• ومن المنتظر أن يوقع حزب المؤتمر الوطني الحاكم اتفاقين مع أكبر حزبين معارضين في الشمال في الشهر الحالي، وهما حزب الأمة بزعامة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي، والحزب الاتحادي الذي يقوده محمد عثمان الميرغني، الذي تزعم المعارضة ضد الحكومة سنوات طويلة من منفاه الاختياري بالعاصمتين المصرية القاهرة والارتيرية أسمرا• وحذر قادة سياسيون من حدوث انفلات أمني في الانتخابات المقبلة، على غرار ما حدث في كينيا في حال عدم تهئية المناخ الملائم لقيام الانتخابات، وعدم نزاهتها كما دعا بعضهم منذ وقت مبكر لمراقبة دولية للعملية الانتخابات منذ اجراءاتها الأولية•