غريب فعلا ما يحدث بمصلحة الحالة المدنية لبلدية قسنطينة ثالث أكبر وأهم بلديات القطر فما يتداوله الشارع وقفنا عليه أمس بأم أعيننا بعد أن وجدنا أنفسنا نلهث لأيام وراء استخراج شهادة ميلاد وكان حينها الجميع يتحدث وسط حالة غليان لا مثيل لها إلا في أسواق تاجنانت أو الخروب بل أكثر من ذلك في عراكات والتلفظ بكلام نابي يخدش الحياء وبادت واضحة غياب المسؤولية وفتح الباب على مصراعيه لقانون الغاب ليجد المكلف بالأمن نفسه في وضع لا يحسد عليه ويلعب رئيس المصلحة دور رجل المطافئ في صور مشينة عن جزائر العزة والكرامة ومن يظفر بشهادة الميلاد في يومها عليه أن يحوز على علاقة مع موظفي الحالة المدنية ولا تهم هنا رتبهم فحتى من ينتمي إلى ما يعرف بالشبكة الاجتماعية أوتشغيل الشباب باستطاعته أن يستخرج بسهولة "النقمة " أمام مرأى الجميع والكل يتفرج على مثل هذه التصرفات المهينة ومن لا يسلك هذا المسلك عليه أن ينتظر لأسبوع حتى تسلم له الشهادة التي يريدها • في قسنطينة كثيرا ما كتبت الصحف عن لجوء أطراف إلى لعب الوساطة لاستخراج وثائق الحالة المدنية من البلدية مقابل مبلغ مالي معين وهي أسوء ما يمكن أن يتصوره المواطن لأن القضية تخص شهادة ميلاد يفترض أن تسلم له في يومها ورأسه مرفوع كما يقال دون اللجوء إلى وساطة أو "معريفة " بالتعبير العامي والأخطر من ذلك تلك الأخطاء التي عادة ما يجدها مستخرج الشهادة بعد تسلمها والتي تحدث عنها النائب العام لدى مجلس قضاء قسنطينة في يوم إعلامي ودراسي حول الحالة المدنية احتضنه قصر الثقافة أول أمس حيث لم يتردد في التأكيد أن هناك مسبوقين قضائيا يشرفون على الحالة المدنية وأن سنة وحدها عرفت تسجيل خمسة آلاف ومائتين وثلاثة وستين طلب تصحيح ناهيك عن اكتشاف تحريفات في السجلات نفسها• إن ما تشهده مصلحة الحالة المدنية بالبلدية سالفة الذكر تستدعي تدخلا عاجلا فهناك تبرز صورة قاتمة ومشينة عن وضع لا يليق ببلد يسعى إلى مواكبة العصر وبلوغ دولة القانون فهناك يتعب الغلابى في استخراج شهادة ميلاد أو وثيقة أخرى لن تمنح بسهولة إلا لأصحاب المعارف ؟